يعرف الشلل الدماغي عند الأطفال طبيا بأنه حدوث تلف دائم في خلايا الدماغ خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة أو بأول فترة مهمة من حياة الطفل والتي تبدأ من ثلاث حتى خمس ستوات، ويكون هذا التلف في معظم الأحيان تلف غير قابل للإصلاح، ويتبعه مشاكل صحية ترافق الطفل طوال حياته، وتعتبر أسباب هذا المرض غير معروفة في معظم الحالات.
وتعرض أخصائية طب الأطفال الدكتوره رشا جبر بعض المعلومات عن الشلل الدماغي عند الأطفال وهي كالتالي:
— الأسباب المعروفة للشلل الدماغي عند الأطفال:
• مشاكل قبل الولادة: ففي بعض الأحيان تعاني الأم من الاتهابات المتنوعة أثناء الحمل، أو تعاني من مشاكل في المشيمة، أو من أمراض وراثية أو أمراض جينية أو أي سبب يمكنه أن يؤثر على تغذية خلايا الدماغ خلال الفترة المهمة من نموه في الحمل والولادة وأول ثلاثة سنوات من حياة الطفل.
• مشاكل أثناء الولادة: مثل وجود خلل في دقات قلب الجنين، أو حدوث نقص في الأوكسجين أثناء عملية الولادة.
• مشاكل بعد الولادة: إصابة الطفل بالتهاب شديد في الفترة الأولى من حياته مثل التهاب السحايا، أو التهاب الدم، أو حدوث أي التهاب آخر من شأنه أن يؤثر على خلايا الدماغ.
—أعراض الشلل الدماغي:
تعتمد الأعراض على المنطقة التي تتأثر بتلف خلايا الدماغ وهي كالتالي كما أشارت إليها الدكتورة رشا جبر:
• إذا تأثرت المنطقة المسؤولة عن الحركة تظهر على الطفل مشاكل في الحركة، بحيث يصبح قعيدا غير قادر على المشي.
• اذا تأثرت المنطقة المسؤولة عن الفهم والإدراك يصاب الطفل بالتأخر العقلي.
• اذا تأثرت المنطقة المسؤولة عن السمع والنظر يتأثر بذلك هذين العضوين.
— العلاج:
تقول رشا جبر "أن الطبيب يستخدم طرق العلاج بناءا على المنطقة التي تأثرت والضرر الذي أصابها، ويعتمد بشكل أساسي على التأهيل الوظيفي سواء كان علاجا طبيعيا للمشاكل الحركية، أو مدعمات تحسين النظر والسمع، أو اتباع علاج سلوكي للعقل أو علاج إدراكي واجتماعي."
وتنوه الدكتورة رشا جبر "أن الأطفال المصابون بالشلل الدماغي لا يستجيبون للعلاج بنفس الدرجة، فمثلاً إذا كان التأثير عند الطفل في الحركة فإن العلاج الطبيعي الحركي المبكر للطفل يساعد تحسن حالته بدرجة كبيرة."
—التشخيص:
تشير الدكتوره رشا جبر إلى إن تشخيص الشلل الدماغي يكون صعبا للغاية في المراحل الأولى للطفل وذلك لأن عملية التطور عند الأطفال هي عملية ديناميكية، بمعنى أن الطفل يكتسب مهاراته الحياتية بشكل يومي مستمر ومتجدد، وبالتالي فإن متابعة تطور هذه المهارات يمكن أن يساعد على تشخيص الحالة ويلفت انتباه الأهل.
تنصح الدكتورة رشا جبر الأهالي بمراقبة سلوكيات أطفالهم ونموهم الصحيح بشكل مستمر، وإذا تم تشخيص الطفل بمرض شلل الأطفال فيجب أن يعرض على طبيب أعصاب أطفال، ويساعد هذا الطبيب الأهل على اكتشاف أصل المشكلة، فمثلا من المتعارف عليه أن الطفل يبدأ يتعلم كيفية الجلوس في عمر سبع إلى عشر شهور، وأي طفل يتأخر بعد ذلك يجب عرضه على طبيب مختص لتشخيص الحالة، وبالتالي إن تشخيص هذا المرض يعتمد على مراحل تطور مهارات الطفل الحركية والسلوكية والإدراكية وغيرها.
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع