حكم الغيبة في الإسلام



الغِيبة في اللغة يقال أنها الوَقيعة في النَّاس؛ وذلك لأنها تحدث في غياب الشخص، يقال: اغتابه اغتيابًا بمعنى وقع فيه وتحدث عليه عن عيوبه وأفعاله وإن كانت صحيحة، ومصطلح الغيبة، يشير إلى ذكر العيب بظهر الغيب، كقولنا غابه:  أي عابه، وتحدث بما فيه من السُّوء.
أما الغيبة اصطلاحا أن يتحدث المرء خلف شخص آخر عن شيء يغمه ويكرهه لو سمع فيه، فإن كان الكلام صحيحا سمي غيبة وإن كان كذبا سمي بهتانا.

ويعرض الدكتور بلال ابداح والحاصل على درجة الدكتوراه في العقيدة الإسلامية حكم الإسلام في الغيبة:

يقول ابداح "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ما الغيبة قال : ((الغيبة ذكرك أخاك بما يكره))"، وهنا يوضح ابداح "إن بعض الناس يريد أن يبيح لنفسه بما يصدر منه من أذية في الكلام على خلق الله، فيدعي بأن هذا الكلام هو كلام صادق، وفي الواقع إن الكلام الذي يقال من ظهر الغيب على أي إنسان هو ما يسمى في الغيبة أما الافتراء عليه يسمى في الإسلام البهتان، وهو أشد وطأة من الغيبة، ولذلك قال الرجل الذي سأل للنبي صلى الله عليه وسلم: (( يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول فقال النبي صلى الله عليه وسلم  إن كان  فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)).

ويشير ابداح إلى " أن الدين الإسلامي حرم الغيبة حرمة قطعية ولو كان الكلام الذي قيل  لا يعجب المغتاب، بحيث كان فيه خصلة لا ترضي دين الله مثلا أو أنها لا ترضي المجتمع والعادات والتقاليد، فهذا الأمر ليس من شأن المتحدث ولا من خصوصيته ولا يحق له أن يحدث أحدا به مهما بلغ عظمه."

ويحذر ابداح من تبسيط المسألة عند بعض المسلمين بحيث يصدروا لأنفسهم التبريرات والأعذار لقول فيه غيبة، ويضيف " إن الآثار السلبية التي تقع على المجتمع بسبب الغيبة هي أشد وأعظم من قول الحق الذي اغتبت الشخص الآخر فيه، بالإضافة إلى الحرمة التي يقع فيها المغتاب."

ووصف ابداح كل مغتاب بالجبان وذلك لأنه لم يجرؤ على قول ما في داخله أمام الشخص الآخر الذي اغتابه بحسب تعبيره، ويضيف: "المغتاب إنسان سلبي يريد الفتنة وزرع الأحقاد والخلافات والكره بين الناس، ولا يضع في اعتباره المشااكل التي تنشأ من وراء الغيبة خاصة إذا وصلت للشخص المغتاب."

ويشير ابداح في هذا الصدد كذلك أن على المستمع نفس ذلك الإثم وذلك لأن المستمع هو من سمح للشخص المغتاب و أعطاه الفرصة في إكمال حديثه وتماديه على أذية الناس، وهنا يقع على عاتق المسلم أن لا يغتاب وأن لا يسمح للغيبة في حضوره، ولذلك وصف الله تعالى عباده  المؤمنين  أنهم إذا مروا باللغو مروا كراما، بمعنى أنهم يعرضون عن أمثال هؤلاء."




إرسال تعليق

0 تعليقات