الأنترنت هواجس استرتيجية
بعد ان اصبح الأنترنت قطاعا يحتم على الدول خصوصا الكبرى توفير الأمن له ، بات من الضروري كسر احتكار التحكم فيه من دول بعينها .
فتحكم الولايات المتحدة في الشبكة الألكترونية اصبح نقطة خلاف بينها وبين ودول عدة منها الصين ، فستطالب بإنشاء هيئة عالمية لهذا الغرض بديلة عن هيئة التحكم في بروتوكولات الأنترنت icann في ولاية كلفيورنيا الأمريكية ، وهي هيئة خاصة بتوزيع وإدارة أسماء النطاقات والعناوين الرئيسية للمواقع الألكترونية في جميع أنحاء العالم ، وتمتلك القدرة على ادارة موارد الشبكة وتوزيعها على البلدان والمناطق الجغرافية .
على الرغم من قدرة الولايات المتحدة علميا وتقنيا على التهديد بقطع الأنترنت عن بعض الدول كالصين ، فإن هناك علامات استفهام حول احتمال اقدامها على خطوة كهذه ، فعندما تقطع الولايات المتحدة الأنترنت عن أي دولة فإنها كذلك تقطع اتصال تلك الدولة عن الدول الأخرى التي تربطها بها علاقة ، أضف الى ذلك ضرب الصادرات الأمريكية المتصلة بالأنترنت .
فالصين تعتبر من أكبر الأسواق المستهلكة لمنتجات الولايات المتحدة الألكترونية بدءا بأجهزة الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب التي وصل حجم مبيعاتها في الصين الى خمسة وعشرين مليار دولار خلال العام الماضي .
لذلك فإن قطع الأنترنت عن الصين يعني إغلاق البلد أمام جميع تلك المنتجات المرتبطة مباشرة في الشبكة ، لكن الصينيون يرون أن التأهب لأي إنقطاعات محتملة لابد منه تحسبا لتصرف واشنطن على نحو غير متوقع .
تبقى الشبكة الألكترونية احدى ساحات النزال المهمة بين الصين والولايات المتحدة من خلال استخدامها في عمليات التجسس احيانا ولا شك أن قطعها سيحرم أمريكا قبل غيرها من مجال أوسع لجمع المعلومات عن تنين آسيا الصاعد.
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع