كيم فليبي العميل المزدوج

هارولد ادريان رسل  والملقب بكيم فلبي هو عميل مزدوج لصالح الإتحاد السوفييتي عمل في الاستخبارات البرطانية وكان حلقة وصل بينها وبين أمريكا لمدة طويلة حتى تم اكتشاف أمره لأول مرة من قبل معلومات قام بتقديمها جاسوس تركي يدعى أحمد أغا وبعد أن تم التحقيق معه أطلق سراحه، ثم  أقر بأفعاله عميل سوفييتي ألقت برطانيا القبض عليه مؤخراً.

وفي هذا التقرير عرض للسيرة السياسية لحياة العميل المزدوج فيلبي بحسب مدير مؤسسة تاريخ الوطن قسطنطين موغيليفسكى أثناء الحديث عن مسيرته في العمالة  في معرض في العاصمة الروسية موسكو:

—النشأة والتكوين:
ولد في الهند وتحديدا في ولاية أريانة في يوم ١ من يناير عام ١٩١٢ لأب كان يعمل في صفوف الجيش البرطاني ضابطا ودبلوماسيا وكاتبا ومؤلف استشراقي، يعتنق الديانة الإسلامية ويدعى باسم أبو عبد الله وكان قد لعب دورا محوريا في الثورة العربية وعمل كمستشار للملك عبد العزيز آل سعود عام ١٩٦٧، كما ذكر في كتاب مذكراته الذي يدعى باسم الحرب الصامتة.

في عام ١٩٢٨ تخرج فيلبي الإبن من إحدى مدارس الأرستقراطيين ليلتحق بعد ذلك بجامعة كامبردج التي تخرج منها سنة ١٩٣٣ من كلية ترنتي التي احتك فيها مع شباب مثله راغبين في الانضمام إلى الأعمال السرية الجاسوسية لموسكو مثل: انطوني بلانت،  وجاي بورجيس، ودونالد ماكلين، وآخرين.

— المسيرة السياسية:
وفي عام ١٩٣٢ سافر إلى ألمانيا وكان شاهدا فيها بشكل مفاجئ على الإنقلاب الذي حدث بسبب انتخاب فرانز فون بابن كمستشار للبلاد وانتخاب النازيين للرايخ، وكما يذكر في مذكراته أنه قد أصر على دراسة الظرف السياسي هناك حيث شارك في حروب ال~شوارع التي وقعت في البلاد  وتبنى فكر الشيوعيين في صراعاتهم ضد النازيين  وبعد ذلك رجع إلى بلاده.

وفي هذا الوقت تمسك  بشكل عميق بالشيوعية وتم تجنيده مع أصحابه من قبل الحزب الشيوعي على يد روي باسكال وموريس دوب.
وعند تخرجه عمل  في الصحافة وبحث عن مهنة في صحف سياسية وخبأ معتقداته الشيوعية، وعندما وقعت نار الحرب الإسبانية عمل كمراسلا صحفيا لإحدى الصحف في تقوم على تغطية أخبار الحرب.

ثم انتقل إلى فيينا بعد أن تخرج وعمل في منظمة لإعالة الضحايا الهاربين من النازية، وبحث في البلاد عن عمل في مجال الصحافة، وعندما وقعت الحرب الأهلية الإسبانية نال على عمل كمراسل لصحيفة لندن، ولكنه في الحقيقة كان قد أرسل إلى هناك من قبل السوفييتيين للتجسس على الثوار ضد الجمهوريين.

في عام ١٩٤٠ رجع إلى بريطانيا وطلب من المخابرات البرطانية العمل معهم، وقبلت برطانيا فورا وضمته الى صفوف الجيش بسرعة، وتمكن من الانضمام إلى الاستخبارات السرية، واستطاع من خلال عمله هذا من أن يمنح السوفييتين كل ما يريدونه من المعلومات السرية.

و أخطر وظيفة أسندت له من قبل برطانيا هي وضع عملاء ( ام ١٥ ) أمام اتصال مباشر مع السوفييتيين.

وبعد الحرب العالمية الثانية اقترح على حزبه انشاء مكتب للشيوعية في برطانيا وتمت الموافقة على ذلك، وكان مكتبه فوق مكتب الخدمات السرية الأمريكية حتى صار صديقا لرجالاتهم، وفي عام ١٩٤٩ صار رابطا للاتصال بين الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.

قرر فيلبي الابتعاد عن العمل لفترة من الزمن مع السوفييتيين، ولكن ال KGB استطاع مرة أخرى من الاتصال به، وسرعان ما حول الأسرار التي بحوزته إلى موسكو ( الاتحاد السوفييتي) وضمت بعض البيانات الهامة جدا والسرية منها عن جل الأبحاث النووية التي يقوم عليها حلف الناتو.

وفي عام ١٩٥١ كان قد تعب من العمل كعميل مزدوج، حيث بدأ يرتكب أخطأؤا كبيرة ويفشل في إرسال المعلومات الهامة إلى السوفييتيين بسبب إدمانه الكحول.

وظل الجاسوس السوفييتي في أمان حتى نجح جاسوسا تركيا يدعى باسم أحمد أغا بتقديم بعض البيانات المتعلقة بفلبي أثارت الشكوك حوله، وعندما رجع إلى بريطانيا استلمته المخابرات بالمعلومات التي  حصلت عليها، و لنفي الشبهات استقال من عمله في استخباراتها ، إلا أن عدد من كبار المسئولين عنه  قاموا بالدفاع عنه حتى أعيد إلى العمل مرة اخرى، ويفسر فلبي أمر رجوعه بقوله "أن  بريطانيا أخفت هويتي حتى لا تظهر مدى سذاجة أعضاء الاستخبارات لديها بعد أن تم خداعهم من قبل عميل مزدوج عملوا هم أنفسهم على تنشئته وترقيته والتودد إليه."

وبعد مدة اعتقلت الاستخبارات البرطانية عميلا سوفييتيا أقر على ما فعله فيلبي مما جعل الأخير يفر هاربا من بريطانيا إلى السوفييت الذين استقبلوه بحفاوة عام ١٩٦٣، وتوفي في يوم ١١ مايو من عام ١٩٨٨.



إرسال تعليق

0 تعليقات