تفسر الأمانة بثلاثة مفاهيم أساسية يضعها ويحدد أنواعها الإسلام، وهي الأمانة بالعقود والمواثيق والأمانة بالأموال والأمانة بالأسرار والخفايا، ولكل مفهوم يضع الدين الإسلامي ضوابط وأحكام تجبر المسلم على التقيد بها.
ويشرح الدكتور بلال ابداح الحاصل على درجة الدكتوراه في العقيدة الإسلامية إلى مفهوم الأمانة وأنواعها وضوابطها:
الأمانة بمفاهيمها الثلاث الأكثر تداولا:
• المفعوم الأول: هي الأمانة المتعلقة بالعقود الموثقة مثل البيع والشراء و الشركات والرهن والايجارة وغيرها.
• المفهوم الثاني: هي الأمانة غير الموثقة بعقود كأحكام الأموال الضائعة من الناس، والله سبحانه وتعالى يقول : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)).
• المفهوم الثالث: هي حفظ أسرار الناس، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( إذا حدث الرجل والتفت فإنها امانة)) بمعنى إذا أسر أحد لآخر سرا والتفت حوله يمنة ويسرة حتى لا يسمعه أحد فهذه تعتبر أمانة في عنق الرجل المستمع وإن لم يقل له صاحب السر احفظ سري، ويشير ابداح في هذه النقطة إلى أن " الإنسان الذي يستأمن أي شخص على خبر أو معلومة أو خصوصية في حياته هو أكرمه وظن فيه خيراً فلا يجب عليه أن يخونها"
ويضيف ابداح " كما تتعلق الأمانة بالمناصب والمسؤوليات حيث يبدأ من رأس الهرم لحاكم الدولة حتى آخر الهرم مرورا بالإمارة و القضاء والافتاء ثم الإدارات العمومية والخاصة وحتى المسؤولية في البيت حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))، وهذا يؤكد على ان كل فرد يتحمل جزء من هذه المسؤولية وعليه أن يصونها ويحفظها."
" جاء أبو ذر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله (( ألا تستعملني)) بمعنى أن تضعني يا رسول الله في مكان ومسؤولية أتحملها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إنك رجل ضعيف وإنها أمانة))، ويقول الله تعالى: ((وقفوهم إنهم مسؤولون))."
ويشدد ابداح على ضرورة التزام كل شخص بما أؤتمن عليه سواء أداء حقوق أو حفظ أسرار أو تملك مناصب في الدولة أو كان ربا لبيت وغير ذلك من الأمانات التي يجب أن يلتزم فيها المسلم لكي لا يقع في الحرام على حد تعبيره.
ويقول ابداح "أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط الأمانة بقيام الساعة حيث قال عندما سأله رجل عن موعد قيام الساعة: ((اذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة))، فرد الرجل: ((وكيف إضاعتها؟)) فقال: ((إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة))، لذلك ينبغي على المسؤول في موقعه أن يتقي الله في هذا الموقع ويحافظ على أمانته عن طريق تأدية مهامه بوفاء، وتنصيب من هم أهلا للثقة والابتعاد عن الواسطات والمحسوبيات التي تعطي للإنسان قيمة من عشيرته أو قرابته وليس من مبدأ أمانته ."
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع