لى كوان يو هو مؤسس سنغافورة الحديثة اشتهر على أنه نجح في بناء دولة من لا شيء، وكسب الرهان حول فشل دولته بعد خروجها من الاتحاد الماليزي، حتى أصبحت دولة آسيوية ناجحة بحيث نالت الاستقلال بعد المعاناة مع التبعية، حيث استغل كل الإمكانيات التى أتيحت له من أجل بناء بلاده.
وفي هذا التقرير السيرة الذاتية والسياسية للراحل لي كوان يو زعيم سنغافورة بحسب ما جاء في مذكراته "قصة سنغافورة":
• النشأة والتكوين:
ولد في عام ١٩٢٣ لعائلة ثرية من الصين كانت تقطن في سنغافورة، حصل على شهادة القانون من كلية فيتزويليام في أمريكا، وفي عام ٢٩٥٠ رجع إلى سنغافورة لمزاولة المهنة فيها، وفي ذلك الوقت كانت سنغافورة مستعمرة بريطانية.
حصل على مرتبة الشرف في القانون من جامعة كامبردج في المملكة المتحدة ليرجع بعد ذلك إلى سنغافورة عازما على تحريرها من الاستعمار البريطاني، وعن هذه المرحلة قال بعد أن شبهها بمرحلة الاحتلال الياباني، :”وجدت في الاحتلال الياباني لبلادي كيف يستسلم ويخضع الناس لمجرد أنهم يرغبون في الحياة والطعام. تعلمت بعد ذلك ماذا تعني القوة”.
• المسيرة السياسية:
في منتصف خمسينيات القرن الماضي قام بتأسيس حزب اشتراكي مع بعض الخريجين البريطانيين وعين أمينا عاما عليه، وفي عام ١٩٥٩ فاز الحزب بانتخابات الرئاسية في البلاد، وعين هو رئيسا للوزراء وكان يبلغ من العمر حينها ٣٥ سنة، وبعد مرور ست سنوات على توليه للمنصب أعلن استقلال سنغافورة عن الإتحاد الماليزي.
وبعد الانفصال عن الإتحاد أدى ” يوسف ابن إسحاق ” اليمين كأول رئيس للبلاد بعد استقلالها، وكان لي كوان يو رئيساً للوزراء فيها، وخلال هذه الفترة راهن على فشله، ولكنه وضع خطة تنفيذية لإنقاذ البلاد من الفقر والاحتلال لإنجاح الدولة، فبدأ بالارتكاز على السياحة لإنعاش الاقتصاد وحل مشكلة الفقر والبطالة، ثم انتقل تدريجياً إلى الرفعة بالتعليم، وبناء مصانع فى جميع المجالات وأطلق عليه العديد من الألقاب منها: «السياسى المُحنك» و «الدكتاتور الرشيد»، و «مؤسس سنغافورة الحديثة».
واعتمد في نهوض بلاده على مقولته الشهيرة «البقاء للأكفأ» وأصبحت فيما بعد نقطة اشتهر فيها لي كوان، إذ منح الأولوية لحملة الشهادات العلمية الأكفاء، ثم بدأ بالتدريج في إزالة كل أنواع التمييز بين المواطنين إن كان على أساس اللغة أو الدين أو الطائفة، وذلك بمساعدة من هم من اصحاب الشهادات العليا.
أسس «هيئة التنمية الاقتصادية»، لكي يستمر اقتصاد البلاد بالنهوض للأبد، لتكون الجهة الوحيدة التي تتعامل مع المستثمرين الأجانب، كي تسهل عمليات الاستثمار في البلاد والعمل على جذب مزيد من رجال الأعمال إليها.
اهتم في جميع الجوانب، ولم يهمل الجانب العسكري حيث عمل على تشارك الخبرات العسكرية مع دول عديدة مثل بريطانيا والولايات المتحدة، وكانت البلاد محايدة في علاقاتها الخارجية وهي تشبه بذلك سياسة دولة سويسرا، وبقي " لي" في هذا المنصب حتى ٢٥ عاما.
تعرض لانتقادات عديدة من الصحافة الغربية التي تعجب بعبقريته تارة وتصفه بالمتسلط تارة أخرى الذي يؤمن بالحكومة المركزية والتقليل من مستوى حرية التعبير، ورد " لي" على هذا الانتقادات بقوله: “لا يهم ما يقوله الآخرون عني، المهم ما يقوله السنغافوريون”.
كما أنه وضع قوانينا صارمة لنظافة البلاد تعاقب كل من يرمي أي شيء بشوارعها حتى أصبحت سنغافورة من أشهر البلاد في نظافة الشوارع.
• الإنجازات:
• عام ١٩٨٠ تمكنت أن تقلل مستويات البطالة في البلاد إلى ٣%.
• ارتفع الناتج المحلي ككل من ٧ مليار دولار في عام ١٩٦٠ إلى ٨٧ مليار دولار عام ٢٠٠٢، وارتفع دخل الأفراد حتى صار ٣٠ الف دولار سنوياً بعد ان كان ٤٣٥، بناءا على مانشره موقع ” إن سيكولوبيديا”.
• تشكل بورصة سنغافورة في الوقت الحالي ثاني أكبر مركز للتعاملات المالية في آسيا بعد اليابان.
• ارتفعت مستويات التعليم وقلت الأمية.
في عام ١٩٩٠، ترك "لي" منصبه في رئاسة الوزراء وتم تعيينه مستشارا في المجلس الوزاري وبقي في منصبه حتى ٢١ عاما، وفي عام ٢٠١١ أَعْلن تركه لمجلس الوزراء.
• وفاته:
توفي في ٢٣ مارس من عام ٢٠١٥، عن عمر يناهز الـ ٩١ عاماً وسط دموع محبيه، ليعلن بذلك ختام حياة واحد من زعماء القارة الآسيوية والعالم في القرن العشرين .
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع