مدينة الاوائل .. أول عاصمة أردنية



السلط إحدى مدن الأردن والتي  تقع  إلى الجانب الغربي من عمان العاصمة، وتعتبر رابع أكبر المحافظات في الدولة، يصل عدد سكانها إلى قرابة 150 الف نسمة، منحها موقعها الاستراتيجي منبرا لحضارات متنوعة، ومعالم تاريخية أثرية متعددة.


—الموقع:
تقع المدينة قلب المملكة وتبعد عن عمان العاصمة ب 35 كم، وهي إحدى المحافظات التي ضمتها  مدينة البلقاء وتحتل مركز وصل بين الأردن والدولة الفلسطينية، حيث تطل على جبال محافظة نابلس، وقد كانت العاصمة الأولى قبل عمّان.

واختلف تفسير المؤرخين في تسمية المدينة فمنهم من قال أنها كلمة تم اشتقاقها من المصطلح اللاتيني سالتوس (Saltus) بمعنى غابة، وهناك من يقول بأنه تم اشتقاقها من كلمة "سلطا"  وهي مصطلح سرياني تشير إلى معنى الصخر والحجر الصلب.

—السكان:
تعتبر المدينة من رابع كبرى محافظات المملكة  من حيث عدد السكان، إذ يصل عددهم قرابة  150 ألف نسمة، وتحوي على مزيجاً من الحضر والبدو من شتى منابت و أصول بلاد الشام.

—التاريخ:
اشتهرت المدينة بتاريخ مجيد وعريق، حيث انه توالى عليها العديد من  الاستيطانات البشرية  قبل آلاف السنين، والتي جعل منها موقعها جغرافي له مكانة مهمة بين وادي الأردن والصحراء الشرقية وجعل منها مقرا لكثير من الحكام والرؤساء التاريخيين، وبالتالي فهي تحوي على معالم أثرية هامة مثل مقابر الرومانيين و وقلعة الأيوبيين.

ولقبت المدينة باسم "مدينة الأوائل" كما أطلق عليها أهلها، وقد اتخذت مكانة رفيعة في ظل  الحكم العثماني، وكان العثمانيون يتخذونها مركزا مدنيا، وهي أول مدينة أنشئت قبل قيام المملكة الأردنية و كانت الأكثر ازدهاراً في ظل الحكم العثماني بين عامي 1865 و1920.

ويعتبر سكان المدينة أن مدينتهم هي "الأولى في كل شيء"، حيث أن السلط التاريخية مثلت مزيجا متنوعا بين الحضارات القديمة العريقة والحديثة المعاصرة، وآثارها التاريخية لا تكاد تذبل، وهي أول عاصمة في البلاد،  وكانت مركزا سياسيا كبيرا في الدولة، حيث نقلت ثقل البلاد في بعده السياسي والاقتصادي خلال الحكم العثماني.

—معالم أثرية وتاريخية
أنشئت المدينة على سلسلة تلال تغطيها المباني المشيدة بحجارة  صفراء واسقفها المقببة وشبابيكها المقوسة،  حيث أنها المحافظة الأكثر حفاظاً على التراث المعماري حتى هذا اليوم، إذ عزمت وزارة الثقافة الأردنية على ترشيحها لدخول قائمة التراث العالمي التي تقوم عليها منظمة اليونسكو كل عام ، وتم اختيار أكثر من ٢٠ معلم  تراثي في المدينة، من بينها متحف آثار السلط وكنيسة الراعي وغيرها.

ومن بين أشهر النماذج المعمارية في المدينة بيت أبو جابر التي تم تشييدها في عام عام 1882، وزينت سقوفها وجدرانها من الداخل بأعمال فنية قام على إنشائها فنانون إيطاليون.

وانفردت المدينة بتاريخ قلما تمتعت به مدن ومحافظات أردنية  أخرى في ظل الحكم العثماني في البلاد، حيث أنها تحوي على أكثر من ألف بيت تراثي كانت تشكل عصرا ذهبيا لبلاد الشام ورافدا أساسيا لها.

من أشهر معالم المدينة، شارع  الحمام الذي يتخلل جنبات أسواقها ومرافقها، وفي نهايات القرن ١٩ كان عدد سكانها يفوق سكان العاصمة عمّان، كما أن شارع الخضر يعطي رمزية دينية بعد تناغم وتعايش سكانه من المسلمين والمسيحيين.

ويذكر سجل تاريخ المدينة التراثي إنشاء وتأسيس أول مدرسة تخرج منها قادة وساسة كبار في الدولة، بالإضافة إلى أول بلدية، وأول غرفة تجارة، و احتوائها على البنك المركزي .

المصدر: وزارة الثقافة ورئيس بلدية السلط خالد خشمان وكتاب ( السلط تاريخ وحضارة):

إرسال تعليق

0 تعليقات