هي العاصمة السياسية والتاريخية لدولة اليمن وتعتبر صنعاء إحدى أقدم المدن العربية وفي الاكليل ذكر الهمداني أن ملوك سبأ كانت تسكن في مأرب حينا وحينا في صنعاء وبقيت صنعاء وقصرها في المرتبة الثانية بعد مأرب العاصمة السبأية وأصبحت العاصمة الأولى لليمن في عهد الملك الحميري ذو نواس آخر الملوك الحميريين في القرن السادس الميلادي.
—الموقع:
تقع المدينة في قلب الدولة اليمنية وتلفها سلاسل جبلية مرتفعة تشكل أحصنة دفاعية طبيعية ضد الأعداء، ولا تحوي المدينة على أي منفذ للبحر الأمر الذي ساعد في حمايتها من الاستعمار على مر التاريخ.
— أصل التسمية:
سميت صنعاء بأسماء مختلفة نسبة إلى العديد من المراجع حيث قيل إنها صنعاء نسبة إلى صنعاء بن أزال بن عابر، ويقال أنها صنعاء لكثرة الصناعات فيها، بالإضافة إلى سبب آخر وهو مشتق من اللغة العربية القديمة وتعني الحصن لكثرة الأسوار المنيعة فيها.
وقد ذكرت النقوش اليمنية صنعاء في الأول الميلادي في عهد الملك هلك أمر بن كرب ايل وتر.
وكانت محطة هامة على طريق التجارة عبر هضبة أسعد الكامل أو ما يسمى بهضبة أصحاب الفيل، وكان فيها واحدا من أشهر أسواق العرب، واشتهرت بذلك أيضا بعد الإسلام.
— صنعاء في الإسلام:
وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وهم في مكة في بدء الدعوة الإسلامية قائلا: (( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه)).
وبعد صلح الحديبية وعقد الهدنة مع قريش في السنة السادسة للهجرة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم رسائل إلى الملوك والزعماء يدعوهم فيها إلى الإسلام ومنهم باذان الفارسي في صنعاء وقد أسلم باذان ومن معه حين أرسل كتابا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن فيه إسلامه وكان أول من أسلم من ملوك العجم وأول من أُمّر في الإسلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حفر الخندق :(( الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لابصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة))
— الجامع الكبير:
ويقول الدكتور علي سعيد سيف استاذ الاثار والحضارة الإسلامية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل الصحابي الجليل وبر ابن يوحنس الخزاعي رضي الله عنه إلى صنعاء في السنة السابعة للهجرة وأمره عليه السلام ببناء أول مسجد فيها في بستان باذان.
ويضيف "يعد الجامع الكبير بصنعاء من أقدم الجوامع الإسلامية وهو أشهر معلم إسلامي فيها، وقد توالت عليه سلسلة ممن الإصلاحات والإضافات حتى صار إلى ما هو عليه اليوم، ويحاط الجامع بأربعة أروقة هي رواق القبلة ورواق الجناح الشرقي والجناح الغربي ومؤخر الجامع"
—مسجد علي بن ابي طالب:
ويشير أستاذ التاريخ الدكتور ابراهيم مطاع إلى أن مدينة صنعاء تحوي على مسجد الإمام علي بن أبي طالب ويقع هذا المسجد في سوق صنعاء القديم إلى الشرق من سوق الحلقة يفصل بينهما شارع صغير وقد أقيم المسجد في موقع لدار كان يسجد فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يأتون إلى صنعاء ومنهم الإمام علي بن ابي طالب ويتكون تخطيط المسجد من جزاين جزء مغطى والآخر مكشوف فأما المغطى فهو الجزء المبني من أحجار البازلت الفقاعي تتشابه مع أحجار الجامع الكبير في صنعاء والجزء المكشوف يحوي على رواق يقع إلى الغرب من الفناء يرجع بعمارته الى سنة ١٣٩٤ للهجرة وإلى الجنوب منه تتواجد ماذنة الجامع الصغرى.
ويذكر مطاع "أن صنعاء استكملت عمارتها في الإسلام وكثرت دورها ومساجدها وتنوعت حضارتها في ظله ودخلها العديد من الصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء والأدباء مثل الإمام علي بن ابي طالب والمهاجر بن أبي أمية، وبقيت منبرا علميا حتى ظهر منها الإمام عبد الرزاق الصنعاني والمؤرخ وهب بن منبه والشاعر والأديب والمؤرخ أبو محمد الهمداني وغيرهم."
ويضيف "وتشتهر صنعاء بكثرة المساجد فيها فبالإضافة إلى المسجد الكبير ومسجد علي بن ابي طالب هناك جامع الصالح وجامع قبة المهدي ومسجد الشهداء وجامع البكيرية وغيرها."
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع