بيت الخبز أو مدينة لحم .. رمز للتعايش الديني



بيت الخبز أو مدينة السلام، كثيرة هي الأسماء التي أطلقت على مدينة بيت لحم المقدسة، وهي مدينة فلسطينية تقع إلى الجنوب من مدينة القدس، عرفت بقداستها كونها النقطة التي تلتقي عندها جميع الأطياف المسيحية من شتى أنحاء العالم، حيث أنها تضم مهد السيد المسيح عليه السلام، وهي التي بنيت على أرضها كنيسة المهد لتصبح بذلك منارة للحجيج يتوافدون إليها من شتى بقاع الأرض.

وفي هذا التقرير عرض للسيرة التاريخية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية لمدينة بيت لحم بحسب المؤرخ خليل شوكة، بالإضافة إلى ما أدلت به وزارة السياحة والآثار في البلاد:

—التاريخ:
وقد بنيت المدينة على يد الكنعانيين في الألف الثانية قبل الميلاد، وغيرها من المدن الفلسطينية تعرضت المدينة للعديد من الغزوات والتدمير والحرق مما أثر سلبا على معالمها التاريخية العريقة.

إبان فترة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم فتح المدينة على يد المسلمين، ليصدر بذلك انموذجا  من التآخي والمحبة، فعلى بعد أمتار قليلة من كنيسة المهد بني مسجدا سمي باسم الخليفة الراشد تكريسا لتعاليم الإسلام الحنيف، وتأكيدا على أن فلسطين ومدنها تشكل رمزا من رموز الالتحام الديني والثقافي والأخوة الإنسانية.

ويبلغ عدد سكانها أكثر من ٩٠ الف نسمة تقريبا حسب إحصائيات ٢٠١٦، وفي فترة ليست ببعيدة كانت تغلب على المدينة  الطائفة المسيحية في تعدادها السكاني، أما اليوم فقد ازداد عدد المسلمين فيها بشكل لافت، وما زالت موطنا لواحد من أكبر التجمعات المسيحية  الفلسطينية.

انسحبت القوات الإسرائيلية من المدينة في ٢١ من كانون الأول عام ١٩٩٥، وبعد ثلاثة أيام أصبحت تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام نفسه، تضررت البنية التحتية للمدينة  وكذلك السياحة بشكل كبير، وفي عام ٢٠٠٢ كانت المدينة المركز الرئيسي لمقاومة الاحتلال، حيث شن الاحتلال عملية الدرع الواقي، وخلال العملية حاصرت قوات الاحتلال كنيسة المهد بعدما لجأ إليها أكثر من ١٠٠ مقاوم فلسطيني واستمر الحصار على المدينة ٤٠ يوما.
تحوط المدينة العديد من المستوطنات الإسرائيلية حتى وصل عددها إلى ٢٥ مستوطنة لغاية عام ٢٠١٣، ويفصل بينها وبين مدينة القدس مستوطنة القدس من الشرق ومستوطنة جيلوم من شمال المدينة والجدار العازل من المناطق الأخرى.

—الاقتصاد:
ولبيت لحم دور رئيسي في القطاع الاقتصادي الفلسطيني من خلال السياحة التي تزداد في فترة الأعياد المسيحية، حيث يحتشد السياح في الكنيسة، ويوجد في المدينة أكثر من ثلاثين فندقا وثلاث مائة ورشة للحرف اليدوية.

أما على صعيد الصناعة فتمتاز المدينة بنشاطها الصناعي خاصة بالحرف اليدوية، مثل الصدف والمسابح والصلبان وتحف خشب الزيتون، الذي يعد من أكثر العناصر مبيعا للسياح  الذين يزورون المدينة، وكذلك تشتهر المدينة بصناعات أخرى مثل الحجر والرخام والمنسوجات القديمة.

وفي الزراعة فإن معظم أهالي بيت لحم الشرقية والغربية، يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي في جلب قوتهم اليومي.

أما على الصعيد الصحي فيوجد في المدينة ستة مستشفيات، وعدد ليس بقليل من الكادر الطبي ولكنها تعاني من فقر في الأجهزة الطبية المتطورة.

أما في الجانب التعليمي فتعد من أفضل المدن الفلسطينية في التعليم حيث أن ٨٤٪ من السكان الذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات يجيدون القراءة والكتابة.

كما يوجد في المدينة ١٣٥ مدرسة ١٠٠ منها تابعة لوزارة التربية والتعليم الحكومية و٢٨ مدرسة خاصة و٧ مدارس تابعة للأمم المتحدة.

وعلى جانب البنية التحتية تسعى بلدية بيت لحم على تطويرها من خلال إعادة تأهيل الشوارع والأرصفة وبناء المجمعات التجارية، ومجمعات المواصلات وبناء الأسواق التي ما زال منها قيد الإنشاء.



إرسال تعليق

0 تعليقات