ابيلا مدينة اردنية تاريخية



ابيلا هي بلدة أردنية تاريخية توالت عليها  العديد من الحضارات الأثرية القديمة، ووجدت في كتاب الممالك لإبن قرطبة حيث تطرق لها ولمعالمها وتاريخها، وتميزت في ظل الحكم الروماني بمقومات الحضارة والرفاهية، كما اشتهرت بالعديد من المعالم السياحية المختلفة، وخاصة لوحاتها الفسيفسائية.

وفي هذا التقرير بعض المعلومات التاريخية والثقافية لبلدة ابيلا الأردنية بحسب ما نشرته وكالة الأناضول:

—الموقع:
تعرف البلدة في الأردن باسم قويلبة و تتواجد على بعد ١٣ كيلومتر من محافظة إربد في الجانب الشمالي، على حدود قرية "حرثا" التي تتبع اداريا للواء بني كنانة الذي يقع بالقرب من نهر اليرموك.

—الاقتصاد:
بقيت البلدة مأهولة بالسكان على مدار التاريخ، وتعاقبت عليها حضارات عديدة مثل العصر الروماني والبيزنطي والإسلامي العثماني  وبقيت على مر هذه العصور معتمدة كليا على مهنة الزراعة، وخاصة زراعة أشجار الزيتون.

—التاريخ:
بينت عمليات الحفر في البلدة أن فترات الاستيطان فيها  كانت قبل ٣١٠٠ قبل الميلاد في العصر البرونزي و الحديدي، مروراً بالعديد من الحضارات  الهلنستية الرومانية و البيزنطية، والحضارات الإسلامية وهي الأموية والعباسية وحتى عصرنا هذا.

وتعد البلدة إحدى المدن التي ضمها  التحالف الروماني المسمى ب "الديكابوليس" و الذي خرج به الإمبراطور "بومبي"  في سنة  64 قبل الميلاد، حيث أن حجارة المدينة وجدرانها وعمدانها، والأسلوب المعماري فيها يعطي صورة مماثلة عن مدن الشمال الأخرى مثل جرش وأم قيس، وهما مدينتان تحويان معالم أثرية عديدة، ولكنهما أكثر شهرة.

ونعمت البلدة  في ظل الحكم الروماني القديم بحضارة مزدهرة  ورفاهية عالية تشكلت في العديد من هذه المعالم مثل المسارح والمعابد والساحات والطرق العامة، وفي العصر البيزنطي ظهرت المسيحية بشكل ملحوظ، حيث ما زال يوجد في المنطقة بقايا خمس كنائس.

—المعالم:
بدأت عمليات الحفر والتنقيب في المدينة عام 1980، وبعد سنتين كشفت كنيسة  تدعى أم العمد التي سميت بذلك لكثرة ما تحتويه من أعمدة، وتتواجد الكنيسة في الجهة الجنوبية من موقع آثار البلدة.

وتحتوي  الكنيسة على آثار مذبح مسيحي بالإضافة إلى آثار لقنوات مائية تم استخدامها لحصر مياه المطر عن أسطح البنايات.

كما تحوي البلدة على لوحات فسيفسائية كثيرة مزخرفة بالعديد من الصور، إضافة إلى رسومات عديدة لدببة و غزلان وشخصيات كانت تعد مرموقة في ذلك الوقت، وقد كتب تحت كل لوحة أو رسم اسم صاحبها.

وينتشر على الطرف الشرقي للبلدة أضرحة أثرية تم حفرها في الصخور، واحتوى بعضها على أبواب بازلتية، ويعلو بعضها رسومات جدارية ذات ألوان مختلفة، بالإضافة إلى أواني الفخار والزجاج والحلي والأساور والعقود الوردية والتماثيل وغيرها.

ولا تزال معظم آثار البلدة مدفونة تحت الأرض، وتتوالى إليها فرق أثرية من جميع أنحاء العالم لاستكشافها.

وأكد المدير العام لدائرة الآثار الأردنية منذر الجمحاوي ان هناك ما يزيد عن 27 ألف موقع ومعلم أثري سجل لدى الدائرة ويحتاج إلى متابعة وتنقيب وصيانة.

إرسال تعليق

0 تعليقات