السيرة السياسية لايان فلمنج


ايان فليمنج هو ضابط مخابرات برطاني  وكاتب وروائي، عمل في العديد من المجالات أولها في الكلية العسكرية ثم في شركة عائلته ليصبح فيما بعد قائدا للمخابرات ومؤسسا لإذاعة ألمانية موجهة.

حصل على العديد من الجوائز والتكريمات على ما قدمه لبلاده في الحرب العالمية الثانية، بعد أن استغنت برطانيا عن خدماته لينخرط في العمل الأدبي والروائي.

وفي هذا التقرير عرض لسلسلة حياة السياسي والعسكري ايان فلمنج بالرجوع إلى ما قاله الكاتب والمؤرخ  هنري شانسلور،  ومساعد فليمنج  في صحيفة ساندي تايمز جون بيرسون بالإضافة إلى ابنة أخيه لوسي فليمنج:

الولادة والنشأة:
ولد  في يوم ٢٨ مايو  من عام ١٩٠٨، في العاصمة البريطانية لندن لأسرة عريقة تتمتع بالثراء، اشتهر بين عائلته في العديد من الأنشطة المتنوعة والمختلفة بين جماعات الخطابة إلى الكشافة البحرية وغيرها.

أجبرته والدته على الالتحاق بالكلية العسكرية الملكية، فقد قررت أن تؤدي دور الأب والام معا بعد موت والده، وفي الكلية العسكرية تم قبوله على أساس المكانة الذي كان يتمتع بها والده بالإضافة إلى وساطة أقرباء أمه الذين يحتلون مكانة سياسية خاصة.

إلا أن هذا الأمر لم يكن يناسب طبيعته إذ عاد إلى عبثه ومغامراته، وتورط في قصة عاطفية مع زوجة قائد الكلية الأمر الذي دفع القائد إلى فصله نهائيا من الكلية،  ليحاول بعدها الالتحاق بوزارة الخارجية ولكنه لم ينجح، حتى استقر حاله في شركة السمسرة والأوراق المالية التى تمتلكها عائلته.

في هذه الفترة حقق نجاحا حقيقيا خلال فترة عمله الوجيزة ووضع بعض الأفكار الجديدة والخطط المبتكرة التي جعلت من الأرباح تزيد ضعفين قبل أن يمل العمل المكتبي ويقدم استقالته.

• الحياة السياسية والاستخباراتية
في مايو ١٩٣٩ جند بواسطة مدير الاستخبارات البحرية الأميرال جون جودفري،  ليُصبح بذلك مساعده الخاص، وفي بادئ الأمر عمل  كملازم أول، ثم تمت ترقيته إلى  رتبة قائد بعد فترة قصيرة، وقدم في هذا العمل خدمات كثيرة لبلاده خلال الحرب العالمية الثانية، منها نيله الأرشيف البحري الألماني بالكامل من خلال وحدة عمليات خاصة قام بتأسيسها.

قام على إنشاء إذاعة ألمانية موجهة خلال فترة الحرب بأكملها حيث كان الشعب الألماني يستمع إلى راديو ألمانيا الناطق بالعامية على نحو يدل بأن من يبثها هم مجموعة من جنرالات الجيش النازي أو من مكان غير معلوم،  وكانت تضمن خطبها دعوى لرفعة ألمانيا،  وتهاجم الحلفاء وقادتهم حتى قامت بوصف رئيس الوزراء البريطاني آنذاك (وينستون تشرشل) بأنه يهودي بدين.

و ارتبط الألمان بهذه الإذاعة بشدة دون أن يخطر ببال أحدهم، حتى الرؤساء والزعماء أنفسهم لم يتخيلوا أنها إذاعة بريطانية يتم بثها من داخل العاصمة البرطانية لندن تحت إشراف (ايان فليمنج).

  كان فلمنج يسعى يوميا للتسلل إلى أعماق الروح المعنوية الألمانية ليحبطها ويقلل منها وذلك عن طريق قصص ملفقة عن قادة الألمان وساستهم كما أشار المؤرخ هنري شانسلور.

ومن المفارقة أن (فليمنج) تعرض للمساءلة القانونية بسبب وصفه للقادة والزعماء والساسة الألمانيين والذي يبدو مجرحا خاصة بعد القاءه بالعامية الألمانية،  إلا أنه دافع عن نفسه قائلاً بأنه لو لم يفعل ما فعل  لما تمكن جذب الألمان إلى إذاعته ودس السم في العسل.

ومع نهاية الحرب عاد يشعر بالملل مرة أخرى فقد استغنت مخابرات بلاده المحلية عن خدماته وأعطته وساما وجائزة كبيرة مع خطاب شكر يشيد إلى ما قدمه لبلاده في الحرب، ليعود بعد ذلك إلى شركة عائلته.

ولكن لم تشبع رغباته الوظيفة الروتينية الأمر الذي دفعه إلى كتابة روايات جاسوسية بطولة عميل سري خاص أعطاه اسم (جيمس بوند) وراح ينسج حوله الأساطير التي أخذها من خبراته السابقة في التجسس والعمالة، ومن تاريخ حياة بعض الجواسيس الذين عرفهم خلال حياته.

ليكتب أول رواية جاسوسية له عام ١٩٥٢ وكانت تتحدث عن ضابط مخابرات يدعى جيمس بوند وهي رواية “كازينو رويال” من سلسلة جيمس بوند، والتي تحولت إلى أفلام سينمائية عديدة، ثم أتبعها برواية “العين الذهبية “، واستمرت كتاباته الأدبية حتى عام ١٩٦٤.

و توفي في فراشه يوم ١٢ أغسطس من عام ١٩٦٤ اثر نوبة قلبية

إرسال تعليق

0 تعليقات