يعرف التداوي بالأعشاب على أنه دراسة لعلاج الأمراض ببعض المستحضرات والتركيبات والأعشاب التي يقوم على تحضيرها خبير الأعشاب أو كل شخص يعتقد أنه أهل لهذه المهنة.
حيث تمتلك النباتات خصائص كبيرة للعلاج وتدخل في الكثير من الأدوية الكيميائية بعد التنقية والاستخلاص والتجارب السريرية والتحضير، ولكن هل هذه المواد العشبية آمنة وهل صحيح أن العشبة التي لا تنفع لا تضر؟! وهل لها تأثير واضح على علاج السرطانات بأنواعها ؟!
في هذا التقرير يجيب أخصائي الأورام والدم الدكتور علاء عداسي عن هذه التساؤلات بالإضافة إلى بعض المعلومات المتعلقة بالأعشاب والأدوية الكيميائية:
يقول الدكتور علاء عداسي "يدرج عند العامة أن الأعشاب هي طريقة سليمة لا تحمل معها مخاطر صحية وآثار سلبية على الإنسان، وتوصف لعلاج أمراض كثيرة بما في ذلك المستعصية منها، في خين أن هذا خطأ شائع انتشر في مجتمعاتنا، أدى إلى عدم ذهاب المريض للطبيب المختص وعرض الحاله له وبالتالي تردي الوضع الصحي."
ويضيف عداسي "الكثير من الأدوية التي يتم استخدامها من قبل الأطباء هي أدوية في الأساس استخرجت من نباتات و أعشاب معينة، ولكن حتى يصل الدواء إلى مراحل استخدامه يمر في مراحل كثيرة من الاستخلاص و التنقية والدراسة والتجارب العلمية على الحيوانات في المختبر، بمعنى أن هذا الدواء قبل أن يتم استخدامه كان جزءا من الدراسات السريرية بمراحلها المختلفة، لتحديد سلامته و فاعليته، وهذا الأمر ينطبق على جميع الأدوية المستخدمة."
" وعند استخدام مستحضر أو عشبة معينة دون معرفة مكونات هذا النبات ودرجة تركيز المادة الفعالة فيه، بالإضافة إلى تعارض المواد الفعالة مع المواد الأخرى المتواجدة في نفس المستحضر أو تعارضها مع الأدوية المعطاة التي يتلقاها المريض، كل هذه الأمور تسبب ضررا على صحته بشكل مباشر وغير مباشر."
• الفرق بين الأعشاب والأدوية الكيميائية:
ويوضح عداسي "كثير من الأورام يتم التعامل معها بهدف الشفاء منها، و أورام أخرى يتم التعامل معها بهدف تخفيف وطأة الورم على المريض، ويكون ذلك من خلال إعطاء أدوية بعد فحصها و دراسة تركيزها بدقة متناهية، بالإضافة إلى دراسة تأثيرها على الأدوية الأخرى التي يتلقاها المريض بما في ذلك وظائف الكلى والكبد وتأثرهما بهذه المادة الفعالة."
والتركيز الذي يتم استخدامه في الدواء المعطى للمريض كجزء من العلاج يتغير من جلسة إلى أخرى بناءا على أية تغيرات جديدة قد تحدث للمريض بما في ذلك تغير وظائف الكلى والكبد أو تغير في وزن المريض وحالته الصحية.
وينوه عداسي "أنه عند إعطاء المريض عشبة معينة أو نبات معين من شخص لا يملك الخبرة في هذا المجال وغير مسموح له بمزاولة مهنة الطب في الأساس، على اعتبار أن هذا هو الخيار سليم، فعندها كثير من المرضى يعانون من آثار جانبية قد تؤدي لوفاتهم بسبب هذه الأعشاب التي أخذت دون استشارة الطبيب، وهذه الوفاة قد تكون بسبب الآثار السمية من المادة المكونة للعشبة."
"ومن أول الآثار السمية التاتجة عن التداخلات ما بين هذه المادة والأدوية الأخرى التي يتعاطاها المريض، هي الآثار السمية على وظائف الكبد والكلى مما قد يؤدي إلى اختلال في تركيزات الأدوية الأخرى التي يتناولها الشخص."
• العشبة التي لن تنفع لن تضر!
ويشير عداسي "هناك خرافة شائعة يروجها بائعي الأعشاب بقولهم أن العشبة التي لن تنفع لن تضر، حيث أنها خرافة يتبعها أناس لا علاقة لهم بالطب، ويؤمن بها المريض على أنها الطريق الآمن للعلاج بينما يعرضون حياتهم للخطر أو لربما تتفاقم الحالة لديهم وتزداد سوءا."
و أضاف "الأدوية يتم استخراجها من مصادر كثيرة وتعتبر النباتات والأعشاب جزءا منها، ولكن الدواء الذي يستخدمه الطبيب هو دواء مرخص، خاضع لدراسات عديدة لاستخراج هذه العشبة حتى وصولها للمريض على شكل أقراص أو حقن أو غيرها."
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع