الدعوة إلى الله في الإسلام هي أن يدعو المسلم الناس إلى عبادة الله تعالى والتصديق برسله وملائكته وكتبه، و ترتبك هذه الدعوة بالأعمال والنوايا الصالحة، حيث أشار الإسلام إلى أن الدعوة إلى الله هي واجبة على كل مسلم كل من موقعه ومكانته وبحسب قدراته وامكانياته.
وفي هذا التقرير يعرض الدكتور بلال ابداح والحاصل على دكتوراه في العقيدة الإسلامية، كل ما يتعلق بأمر الدعوة إلى الله في الإسلام وحكمها:
يقول الدكتور بلال ابداح "أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى واجبة وجوبا حتميا على كل مسلم ومسلمة، ولكن هذا الوجوب يحدد بالكثير من النقاط التي تتلخص في علمه ومعرفته والتزامه بالدين وطاقته وأوقات فراغه وامكانياته، لكن تبقى الفكرة الرئيسية في هذا الموضوع بأنه واجب، بمعنى أن لا يعفى منه أحد من أمة الإسلام."
ويشير ابداح "أن المجتمع الإسلامي مجتمع مبني على العون والمساعدة والدعم، ويجب على المسلم أن يحمل هم أخيه المسلم ويدله على طريق الصواب ويبعده عن طريق الخطأ، لتبقى عذه الأمة على قلب رجل واحد."
ويذكر ابداح في هذا الصدد "أن بني إسرائيل لعنوا بسبب عدم قيامهم على الدعوة والتناصح، حيث يدين الإسلام فكرة عدم الاكتراث إلى الخطأ والابتعاد عن الارشاد والنصح بالخير، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون))، وبالتالي فإن المسلم ينظر للدعوة إلى الله على أنها واجبة، ويستطيع فعل ذلك بمناصحة وتذكير أهله و أصحابه و أقربائه وكل من يستطيع أن يفعل معه ذلك، حتى تبدأ دائرة الدعوة بالتوسع."
وينوه ابداح الى أنه "لا يجوز أن يتخلى المسلم عن هذه المسؤولية بحجة عدم حمل العلم الشرعي أو المعلومات الكافية، حيث أن هذا الوجوب يتحدد بالطاقة والقدرة فقط وذلك بالاستناد إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بلغو عني ولو أية))، وبالتالي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك لأحد من المجتمع الإسلامي حجة أو عذر لترك الدعوة، إذ يحفظ جميع المسلمين الكثير من آيات القرآن والسنة النبوية وقصص الإسلام والسلف الصالح ويستزيد من ذلك في أي وقت."
وينصح ابداح المسلم "بأن لا يستهين بالمعلومة التي يمتلكها فمن الممكن للمعلومة التي تتواجد عند شخص يجهلها آخر فيستفيد منها ويتبعها وبالتالي يحصل على أجر وثواب من الله تعالى." على حد قوله.
ويضيف ابداح "يجب أن يرى المسلم نفسه أنه عنصر مهم و صاحب مسؤولية اتجاه مجتمعه ودينه، سيسأل عنها أمام الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر)) أي أنه من الواجب على المسلم أن يدعو للمعروف وينهى عن المنكر، وإذا لم تقم الأمة الإسلامية بهذا الواجب يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما تبقى من الحديث: (( ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم))، أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم شدد على الدعوة وحذر من عقاب تركها."
وقال ابداح "إن الأمة لا تهلك إذا كان فيها مصلحون لأن الصالح في المجتمع لنفسه ولغيره هو سبب لرفع الغمة والظلمة والنقمة والعقاب عن أمة الإسلام".
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع