تعرف الرحمة على أنها الرأفة واللين والعطف وذلك الشعور الذي يستدعي رقة القلب اتجاه أي كائن حي بما في ذلك البهائم والنباتات، والرحمة في الإسلام جاءت متجلية في واحدة من أسماء الله سبحانه وتعالى ودعا إليها في كتابه الكريم، وتمثلت بها أخلاق الصحابة والتابعين من أمة الإسلام.
وفي هذا التقرير يتطرق الدكتور بلال ابداح والحاصل على دكتوراه في العقيدة الإسلامية إلى مفهوم الرحمة في الإسلام وأهميته:
يقول الدكتور بلال ابداح إلى "أن الإسلام يعتبر في الأساس دين رحمة، وذلك لأن تشريعاته وتنظيماته وكل أحكامه وضوابطه مبنية على الرحمة لإسعاد المسلمين في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى أن النبي الذي حمل هذه الرسالة كان مرسلا على أساس الرحمة، حيث قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))."
ويشير ابداح إلى أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))،" و أضاف "لقد وصف الله سبحانه وتعالى المجتمع الإسلامي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بوصف الرحمة حيث قال: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم))، وبالتالي إن الرحمة هي خلق ينشأ من القلب تنتج عنها سلوكيات كثيرة تدل على رقة القلب و إن الراحمون يرحمهم الله."
"وفي حادثة دلت على الرحمة التي حملها النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء رجل فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن والحسين أبناء فاطمة وعلي رضي الله عنهما فاندهش الرجل وقال :((اتقبلون صبيانكم؟!)) و (( أضاف والله إن عندي عشرة أولاد ما قبلت منهم أحدا)) فقال النبي (( أو أملك نزع الله تعالى من قلبك الرحمة."))
ويضيف ابداح "تتعدى الرحمة في المفهوم الإسلامي حدود التعامل مع الناس حتى تصل إلى الحيوانات والكائنات الحية، فقد شرع الإسلام نظاما يحميها ويحفظ حقوقها وروحها، حيث تجلى ذلك في قصة المرأة التي سجنت قطة ومنعت عنها الطعام والشراب حيث قال النبي —بما معناه— أنها دخلت النار في هرة بسبب حرمانها من الطعام والشراب ومن حشائش الأرض."
وقال ابداح "لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالرجل الذي نزل إلى بئر يشرب منه الماء فلما خرج وجد كلبا يأكل التراب من شدة العطش، فأحس بالشفقة عليه وسقاه حتى ارتوى، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ((فشكر الله له فغفر له))."
"وفي مشهد آخر عندما كان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم معه في سفر فأخذوا فراخ لطير يسمى الحمرة فأصبحت أمها تحوم فوق رؤوس الصحابة حتى عرف النبي ما فجعها فقال:(( من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها))."
ويشدد ابداح على أنه: " يجب على المسلم أن يدرك أهمية الرحمة في الإسلام بعد هذه المواقف العظيمة، وأن يستحضرها في تعاملاته اليومية مع كل ما هو حي بما في ذلك الحيوانات والكائنات وغيرها."
.
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع