غرناطة .. إرث إسلامي باقي حتى يومنا هذا



عاصمة مقاطعة غرناطة التابعة لإقليم الأندلس، مرت على أراضيها العديد من الآثار الإسلامية التاريخية الباقية حتى يومنا هذا، و كانت مدينة الملوك والحكام عهد ملوك الطوائف لبني زيري في القرن الحادي عشر للميلاد، والمدينة التي حكمها بنو نصر  الأحمر خلال القرنين الثالث عشر والخامس عشر، وتعتبر أبرز المدن السياحية في دولة إسبانيا ووضعت معالمها التاريخية في قائمة التراث العالمي الخاصة بمنظمة اليونسكو.

وفي هذا التقرير نبذة عن مدينة غرناطة بالرجوع إلى كتاب (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) للمؤرخ والكاتب والباحث المقري التلمساني، حيث عرض في كتابه مدن الأندلس كافة وما احتوت عليه من معلومات حول الموقع والسكان والتسمية والمساحة والمعالم التاريخية وغيرها:

—الموقع الجغرافي:
تقع المدينة في جنوب من شبه الجزيرة الأيبيرية و الواقعة على رأس سلسلة من جبال "سييرا نيفادا" أو ما يسمى ب (جبل الثلج) وترتفع ب ٧٣٨ مترا عن  مستوى سطح البحر،  يمر من خلالها نهران شهيران و هما نهر "شنيل" ونهر "حدره" ومجاري المياه فيها كثيرة جراء ذوبان الجليد  في فصل الصيف من جبل الثلج.

مناخها متوسطي يميل للمناخ القاري، حيث يكون الصيف شديد الجفاف و الحرارة ، ويكون الشتاء بارد جدا وممطر، و الفارق بين درجات الحرارة العظمى والصغرى خلال اليوم  كبيرا، ومن الممكن أن يصل إلى 20 درجة مئوية انخفاضا وارتفاعا.

—السكان:
يسكن المدينة ما يقرب 234,758 ألف نسمة، وذلك بالرجوع إلى احصائيات عام ٢٠١٥.

—الاقتصاد:
يقوم اقتصاد المدينة بالاعتماد على الزراعة التقليدية و السياحة بدرجة كبيرة، حيث أنها تعد من أهم مدن إسبانيا السياحية، إذ تحوي على قصر الحمراء التاريخي، وهو المعلم الأول من بين كل معالم إسبانيا من حيث عدد الزوار.

—التاريخ:
تدل الحفريات الأثرية  إلى أن تاريخ المدينة يعود حتى القرن السابع قبل الميلاد، وقد فتحها المسلمون عام 711 م، وبسبب بعض المشاكل  والنزاعات تعرضت مدينة البيرة التي تتبع لها غرناطة لتدمير كبير، الأمر الذي جعل اهلها ينتقلون إلى غرناطة فكبرت من حيث عدد السكان وأصبحت عاصمة للمنطقة، تعاقب على حكمها الزيريون ووسعوا بنائها ودعموا أسوارها في عهد زاوي بن زيري عام ١٠١٣ واتخذوها عاصمة لهم، لكن المرابطين وحدوا الأندلس وهيمنوا على غرناطة عام ١٠٩٠ وزادوا مساحتها ودفاعاتها.


ازدهرت في  عهد دولة الموحدين حتى سقوطهم، ليتولى حكمها بعد ذلك بنو الأحمر  واتخذوها عاصمة "مملكة غرناطة" في عهد محمد بن يوسف بن نصر "الأحمر" عام ١٢٣٨، الذي بدأ بناء قصر الحمراء الشهير.

سقطت المدينة في عام ١٤٩٢ و سلمها الملك محمد الثاني عشر للملوك الكاثوليك بعد عدد من المعارك التي خاضها الطرفين من ١٤٨٢ إلى ١٤٩٢.

بعد عام ١٤٩٩ شهدت المدينة في عهد  إيزابيل الأولى ملكة قشتالة حملة تنصير منقطعة النظير، حيث قامت بتحويل المساجد إلى كنائس، وحولت شكل المدينة وازالت معالمها الإسلامية.

تراجعت أحوال المدينة اقتصاديا واجتماعيا خلال القرنين السادس عشر و التاسع عشر واقيم فيها ثورات عديدة، وهجرها كثير من سكانها.

وفي أواخر القرن التاسع عشر عادت  المدينة مزدهرة اقتصاديا بعد فتح العديد من مصانع السكر المستخرج من البنجر (الشمندر)، بالإضافة إلى ربطها مع شبكة السكة الحديدية، لكنها تضررت مرة أخرى مع الحرب الأهلية في أعوام ١٩٣٦-١٩٣٩.

معالم
يوجد بالمدينة أشهر آثار الإسلامية وهو قصر الحمراء الذي تم تشييده في عهد محمد  بن نصر "الأحمر" في ١٢٣٨، ويتخذ القصر المرتبة الأولى في المعالم السياحية بإسبانيا من حيث عدد الزيارات من الداخل والخارج.

إرسال تعليق

0 تعليقات