مفهوم صلة الرحم في الإسلام



صلة الأرحام في الإسلام هي واحدة من مكارم الأخلاق والإحسان إلى الغير وتتلخص في أن يزور المسلم أخاه المسلم ويكون عونا وسندا له في جميع أحزانه وأفراحه ومناسباته، وخصّ الله تعالى الأرحام وأعطاهم منزلةً كبيرة في الإسلام؛ حيث أمر في كتابه بصلتهم؛ وذلك لترسيخ العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وبالتالي بقاء الأمة الاسلامية قويةً ومنيعةً أمام الأعداء.

وفي هذا الحديث يعرض الدكتور بلال ابداح الحاصل على شهادة الدكتوراه في العقيدة الإسلامية مفهوم صلة الرحم في الدين الإسلامي:

يقول الدكتور بلال ابداح أن مفهوم صلة الرحم يأخذ ثلاثة أبعاد في الإسلام وهي:
* "إن صلة الرحم في الإسلام تعطي معنى أشمل من حدود الزيارة التي يظن الأشخاص أن صلة الرحم تقتصر عليها، حيث يتوجب على المسلم أن يكون سندا وعونا لأخيه وقريبه يحسن إليهم ويشاركهم الأفراح والأحزان والمناسبات الاجتماعية وان يعينهم في شؤون حياتهم وتفريج همومهم وكرباتهم قدر المستطاع، بالإضافة إلى تقديم النصح والتذكير  والدعاء لهم في ظهر الغيب وذلك عند الأقرب فالأقرب والأقربون أولى بالمعروف."

• "صلة الرحم كما تجب على الرجال فهي واجبة على النساء، وبعض النساء المسلمات تظن أن صلة الرحم حق لها لا واجب عليها،  بالرغم من أن هذا  لم يذكر في كل النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ولا يوجد له مكانا ولا موضعا، ولذلك تجب صلة الرحم من النساء لذوي القربى كما تجب على الرجال، ولا يجب على المرأة أن تنتظر من يصلها ومن يتقرب منها دون أن تقوم هي بواجباتها اتجاه اخوتها وأبوها وأقاربها وذويها وكل من له حق عليها."

•  "بعض المسلمين في المجتمع يربطون صلة الرحم بالمكافأة أي من جاء إلى بيتي ذهبت إليه، وهذه الظاهرة تكثر بشكل كبير في مجتمعاتنا الإسلامية، في وقت أن مفهوم صلة الرحم خارج حدود هذا المعنى تماما، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها)) بمعنى أن المسلم يظهر مودة ومحبة لكل أقاربه وذويه ومن له حق عليه دون انتظار المكافأة ورد المعروف."

واضاف " أن الإسلام نظر إلى مفهوم صلة الرحم بشكل أوسع، بحيث دعى كل مسلم إلى المسامحة والصبر على كل ما يواجهون من إساءة من ذوي القربى وقد جاء في الحديث ان رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم فيجهلون علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لئن كنت كما قلت فكإنما تسفهم المل)) أي كأنما تلقم أفواههم الرماد الحار."


وينوه ابداح " أن هذا المعنى يجب أن ينتشر بين المسلمين ويجب أن يوسعوا مدارك مفهوم صلة الرحم، وأن يخرج الإنسان النسلم من إطار الندية في التعامل مع الأهل و القربى، والذي يستديم قطيعة الرحم تثقله الهموم والأحزان، لأنه لم يعرف قيمة مساندة الأخ لاخيه ووقوفه إلى جانبه في كل محنه ومصائبه حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يبسط له في رزقه وينسا له في أجله فليصل رحمه )) أي أن صلة الرحم بركة في الحياة وبركة في الأوقات وبركة في الأرزاق، والله سبحانه وتعالى حذرنا أشد الحذر من قطيعة الرحم فقال المولى سبحانه وتعالى ((فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى ابصارهم))."

إرسال تعليق

0 تعليقات