المسيرة السياسية "للمضلل الاعلامي" جوزيف غوبلز




جوزيف غوبلزوهو وزير الدعاية النازية والمستشار الإعلامي لأدولف هتلر، الذي سعى معه في نية تدمير العالم، حيث قيل عنه أنه يتمتع بعبقرية إعلامية ألهمت الشعوب لسنوات طويلة، ورسخت وأسست لمفهوم التلاعب بالعقول والكذب الإعلامي كما تحدث عن نفسه في مذكراته وأقواله.

وكان قد كتب عشرات المئات من النصوص التي تم ايجادها في أماكن مختلفة في ميونيخ و واشنطن و التي وصلت عبر عمليات بيع غير معروفة، وكان اكتشاف كمية كبيرة من الوثائق في أراشيف موسكو عام 1992، قد مكن بطبع كل الوثائق في 28 مجلداً قام باعدادها معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ خلال عامي 1993 وعام 2005 تحت إشراف الأستاذ «هورست مولر».

وشمل هذا الكتاب السنوات الأخيرة من حياة وزير الإعلام جوزيف غوبلز، مرفقة مع تعليقات وتوضيحات استاذ جامعة ستراسبورغ  والمختص في شأن الحرب العالمية الثانية بيير ايكبوري، وقد أسندت هذه المعلومات في هذا التقرير إلى ما جاء في هذه الوثائق:

مسيرته السياسية:
ولد عام ١٨٩٧ في مدينة بروسيا في ألمانيا، لأبوين من عائلة متوسطة، كان يبلغ من العمر ١٨ عاما عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى ولكنه لم يتمكن من الإنضمام إلى الجيش الألماني أثناء الحرب؛ بسبب تسطح أخمس قدميه، و عندما اشتدت الحرب التحق بالحزب النازي على الرغم من أنه كان معارضا بشدة  للزعيم هتلر في بادئ الأمر، لكنه فيما بعد أصبح من أكبر المناصرين له ولسياسته، حيث أنه تدرج بسرعة كبيرة في المناصب حتى تم تنصيبه وزيرا إعلاميا.

وقد اعترف هتلر في كتابه كفاحي وقال:" بفضل غوبلز علي، فهو من دربني على القوة و الحماسة الخطابية"، حيث كان غوبلز مؤسس البروباغندا السياسية للحزب النازي وسياسة هتلر في حكم ألمانيا، وقد عمل على الدعاية لسيادة الجنس الآري الألماني على باقي الأجناس وضرورة إخضاع الدول الأوروبية ووقف اليهود كقوة اقتصادية مسيطرة على الإقتصاد العالمي، واشعالهم للأزمات المالية وخوضهم في تجارة السلاح وإثارة الشعوب، قام بذلك من خلال خطابات عديدة تدعو للإنضمام إلى الحزب النازي ومبايعة هتلر وتفويضه لقيادة البلاد حتى تصبح الإمبراطورية الأولى في العالم.

وفي تلك الأثناء كانت الصحف الأوروبية تعج بالحديث عن غوبلز حيث وصفت إحدى الصحف الإنجليزية ذات مرة أنه الرجل الأخطر في العصابة النازية، وتعليقا على هذا كتب غوبلز في يومياته أنه فخورا بهذا التصريح وأبدى فرحه بأنه الخبير الأول في التضليل وتفاخر بأنه قادر على شحن الجمهور وتعزيز ودعم معنويات الجيش ، ويفتخر برأي هتلر، حيث كتب في إحدى مذكراته " كان يقبل بكل ما كنت أقترحه عليه دون أي صعوبات"، ومن أقواله كذلك "كلما كبر حجم  الكذبة كان تصديقها أسهل"، "وكلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي".

وعلقت صحف أوروبية على هذه الأقوال بأنها علامة على أن الوعي هو السلاح الأنجع لعمليات غسيل الأدمغة، والدعاية من خلال الإعلام وحث الشعوب.

كان غوبلز يحب هتلر بدرجة كبيرة، حيث أنه كتب بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيسه يقول فيها " لقد شعرت أنني أمام إنسان تحت حماية الرب"، ولذلك لم يكن غريبا أن يلقى مصيرا مشابها لمصير رئيسه في الموت بعد خسارة ألمانيا الحرب ودخول الحلفاء برلين.

— وفاته:
في الأول من مايو عام ١٩٤٥ أقدم على الانتحار مع زوجته وأطفاله الستة بعد أن مات رئيسه ، حيث طلب من زوجته أن تذهب إلى كيميائي لتجهيز مركب  لتنويم أطفاله لعشر ساعات؛ وذلك حتى لا يشعرون بالسم ثم أعطاهم السم وهم نيام حتى قتل جميع أطفاله وهو يقول معلقا على ذلك " فعلت هذا حتى لا يهان أبنائي أمام الروس بعد وفاتي"، وبعد وفاة أبنائه انتحر هو وزوجته خارج المبنى العسكري النازي.

إرسال تعليق

0 تعليقات