ضوابط الحجاب الشرعي للمرأة وأهمية الالتزام بها



الحجاب الشرعي هو لباس الأنثى البالغة و الذي حدده لها الدين الإسلامي بالعديد من الضوابط والشروط كأن لا يصف أو يشف أو يستشرف، والعديد من المحددات والتي هدفها صون عرض المرأة والحفاظ عليها من الاعتداء بسبب المفاتن الظاهرة وتحقيق العفة لأبناء وبنات المسلمين.

وفي هذا التقرير يشير دكتور العقيدة الإسلامية بلال ابداح إلى الضوابط والمحددات التي جاء بها الحجاب الشرعي إلى جانب أهمية هذه الشروط وأهمية الالتزام بها:

يقول ابداح شدد الله عز وجل على اللباس الساتر والحجاب قائلا في كتابه " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" ولذلك وضع الإسلام ضوابط ومحددات شرعية لارتداء الحجاب لصون المرأة وحمايتها وتكون هذه الضوابط كالتالي:

• عورة المرأة أمام غير المحارم كما هو مقرر شرعا؛ كل الجسد ما عدا الوجه والكفين وتتلخص هذه النقطة ببعض المحددات كذلك وهي
* أن لا يكشف لبسها أي شيء من جسدها، بمعنى أن يكون ساترا طويلا لا يظهر منه سوى الوجه والكفين.
* ‎أن لا يصف، بمعنى أن يكون فضفاضا لا يجسد جسم المرأة وتفاصيلها وعورتها.
* ‎لا يشف، بمعنى أن لا يكون شفافا وأن يكون سميكا لا يظهر أي أجزاء من جسدها.
* أ‎ن لا يستشرف، بمعنى أن لا يكون اللباس بحد ذاته زينة بحيث يجذب إليه الأنظار ويلفت الانتباه بشكل ملحوظ.
* ‎أن لا يشبه في مظهره لباس الرجال ويتشبه بهم.
* ‎أن لا يكون مرشوشا بالطيب والعطور، وذلك لأن هذا يعتبر محرما شرعا على المرأة أن تطيب خارج المنزل.

و أضاف ابداح "من خلال الضوابط التي وضعها الإسلام في ارتداء الحجاب نستخلص أنها ما وضعت إلا لحماية المرأة وصونها من النظرات المؤذية لجسدها، ويعطيها بذلك مكانة جديدة أرادها الإسلام أن تعز وتصان بها وأعطاها الحرية لممارسة حياتها بشكل طبيعي بكل فاعلية."

ويشير ابداح إلى أن "كل هذه الضوابط لا تعني بأن تخرج المرأة أو الفتاة المسلمة بثياب مبتذلة قديمة ومتهالكة، أو غير جميلة على العكس فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن الله (جميلا يحب الجمال) وهذه دعوة من رسولنا للاعتناء بثيابنا وبمظهرنا الخارجي، ولا تعني هذه الضوابط الإهمال ."

وقال إن "تطبيق الحجاب للمرأة المسلمة ليس بالأمر الصعب إذا عزمت على ذلك بكامل قوتها واقتناعها و إرادتها و بالعزم والإصرار " وأضاف " لا شيء يمنع أن يكون لباس المرأة فيه ما يحقق رغبتها من الأناقة واختيار الزي المناسب إذا التزمت بهذه الشروط البسيطة."

• أهمية اللباس الشرعي للمرأة:
يقول ابداح  إن الله سبحانه وتعالى فرض على المرأة الحِجاب أمام الرِّجال من غير المحارم؛ والفرض بمعنى الوجوب والإلزام فتؤجر كل إمرأة ملتزمة بذلك وتعاقب كل إمرأة تتركه، وذلك من أجل تحقيق مصالح كبيرةً، منها:

*  ‎صون العِرض؛ وذلك لأن الاحتشام والحجاب حفاظ على  الأعراض من الاعتداء والاغتصاب بسبب ظهور مفاتن الأنثى وزينتها.
*  ‎تطهير القلوب؛ فهو يمنع جميع عوامل النَّظر بين الرِّجال والنِّساء، وذلك في دعوة لتطهير القلوب وسلامة النُّفوس.
*  ‎بلوغ مكارم الأخلاق عند النساء والرجال  وتحليهم بالعفاف والاحتشام، ومقدرتهم على غضّ البصر وحثهم على الحياء والغيرة.
*  ‎تحصين النَّفس الإنسانية من الوقوع في الزِّنا واتباع الشَّهوات؛  ويضيف " فهو ميزة المرأة العفيفة التي تحرص في المحافظة على نفسها وعرضها ودينها.

• ان حكم وجوب الحجاب عند جميع أئمة الإسلام واجب ولكن هناك اختلاف في كشف الوجه والكفين، وهنا عرض لآراء المذاهب الأربعة في هذا الصدد:

• مذهب أبي حنيفة:
يشير كتاب الأصل عن محمد بن حسن الشيباني أن مذهب أبي حنيفة أجاز كشف الوجه واليدين للمرأة امام غير محارمها.

وفي قول الله تعالى: { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } ، فسر مذهب أبي هذه الآية أن ما ظهر من المرأة هو من زينة الوجه وهي الكحل، وزينة اليدين وهي الحلي وبالأخص الخواتم.

• مذهب الإمام مالك:
نقل اتباع مذهب الإمام مالك  مثل زيد القيرواني والقاضي عياض وغيرهم ان مذهب الإمام مالك أجاز إظهار الوجه والكفين مع سدل الحجاب قليلا على وجهها إن علمت أن فيه فتنة على الرجال،  حيث قال ابن المنذر في هذا المذهب: (( أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط كله ، والخفاف ، وأن لها أَنْ تغطي رأسها ، وتستر شعرها ، إلا وجهها ، فَتُسدل عليه الثوب سدلًا خفيفًا تستتر به عن نظر الرجال)).

• مذهب الشافعي رحمه الله:
أجاز المذهب كشف الوجه والكفين حيث قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في المنهج : ((وعورة حُرَّة غير وجه وكفين)).

• مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
لم يجيز المذهب كشف الوجه والكفين حيث قال الإمام أحمد بن حنبل ـ في زاد المسير في علم التفسير أن « كل شيء من المرأة عورة حتى الظفر ».

وقال الشيخ وسيم يوسف وهو حاصل على درجة الماجستير في تفسير القران الكريم وله العديد من البرامج التلفزيونية في الفتاوى الشرعية " أن أي حكم اختلفت على جوازه المذاهب الأربعة، فهو جائز".


إرسال تعليق

0 تعليقات