المخا مدينة البن و التجارة منذ القدم



المخا هي ميناء اليمن القديم على ساحل البحر الأحمر، تبعد عن مدينة تعز مسافة ١١٨ كيلو متر غربا، وقد قامت بدور فعال في تصدير منتجات اليمن الزراعية، وكانت قديما تسمى موزا.

وقد ازدهرت المخا مع ازدهار الصناعة والتجارة وتصدير البن اليمني منذ أواخر القرن السادس عشر الميلادي حتى دمار المدينة في مطلع القرن العشرين.

وفي هذا التقرير نبذة تاريخية عن مدينة المخا اليمنية بالرجوع إلى  مدير مؤسسة الثقافة والتاريخ والعلوم اليمنية الدكتور فيصل سعيد فارع:

—التاريخ:
تصدت المخا لعدة حملات عسكرية من قبل الطامعين فيها، وأهمها حملات البرتغاليين التي انتشرت في أوائل القرن العاشر للهجرة على سواحل اليمن كلمخا وباب المندب والشحر والمكلا، وذلك للسيطرة على منطقة البحر الأحمر، لأهميتها عسكريا وتجاريا.

ومنذ استلام الأتراك مقاليد الحكم فيها عام ١٠٤٥ للميلاد بقيت المدينة مركزا عسكريا يشن  الجيش العثماني منها غاراته على الداخل اليمني المحتل، وبعد جلائهم عنها سنة ١٦٤٠ للميلاد أخذت تستعيد حياتها كمركز تجاري حتى بلغت أوج ازدهارها في القرن السابع عشر الميلادي.

مارست هذه المدينة فيما مضى الدبلوماسية والتبادل التجاري في أصوله الحديث، وأقامت  المعارض والمراكز التجارية لمختلف الدول البحرية والتجارية منذ القرن الخامس عشر الميلادي حتى نهاية القرن التاسع عشر.

وأشار إلى  المدينة الهمداني في كتاب شبه جزيرة العرب وبرز ذكرها في القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر للميلاد عندما أصبحت محطة تجارية لشركات الهند وبرطانيا وهولندا وفرنسا مرتبطة بالتسويق السلعي للبن كما أشار الهمداني، ولا زالت حتى هذا اليوم  تعتبر من أشهر المدن لإنتاج وزراعة واحدة من أجود أنواع البن حول العالم. وتدعى حتى اليوم ب ( الموكا كوفي)

—معالم وآثار:
نمط البناء القديم لمنازل المدينة ياخذ أشكالا مختلفة ويمكن استقراء ذلك فيما تبقى من معالم قاومت عوامل الزمن ومن أشهر معالم المخا التي لا زالت قائمة حتى هذا اليوم هو جامع الشاذلي والذي بني في القرن التاسع الهجري و الذي تغطيه الزخارف الاسلامية بأشكالها و ألوانها المتعددة والتي تعد شاهدة على فنون العمارة الإسلامية.

وشكل المأذنة في هذا الجامع مستوحاة من الطراز الهندي  وذلك لأن المدينة كانت الميناء الرئيسي في تلك الفترة وينزل بها العديد من التجار وخاصة من آسيا كالهند وتحوي مدينة المخا على شواطئ ممتدة إلى الشمال والغرب والجنوب، وعند التجول فيما بقى من أحياء مدينة المخا العتيقة، توحي أطلال المكان للزائر بمبلغ العز والثراء الذي عاشته هذه المدينة فيما مضى.

منذ ١٩٣٨ للميلاد بدأت المدينة تستعيد حياتها التجارية والعمرانية وأصبحت الميناء التجاري لليمن على الشواطئ الغربية بعد ميناء الحديدة وجرى العمل في تعبيد الطريق بينها وبين مدينة تعز على الطريقة الحديثة.

وبعد الثورة اليمنية عام ١٩٦٢ جرى تعميق الميناء وبناء رصيف يمتد إلى عمق البحر لإرساء السفن الكبيرة، وتم اعادة بناء الميناء بما يتلائم مع ازدياد حركة السفن وحمولتها وازدياد حركة التجارة فيها وحتى عذا اليوم فشواطئها تعج بالصادرات والواردات والصناديق المحملة بالبضائع على ظهور السفن.




إرسال تعليق

0 تعليقات