في مدينة عزاز هذه المدينة القديمة الحديثة يشخص معلم هو أقدم ما فيها، لا تزال جدرانه رغم ما طرأ عليها من حداثة تتنفس التكبير والتهليل.
الجامع العمري الكبير والمتواجد في مدينة عزاز في سوريا، هو إحدى المساجد التاريخية الأثرية فيها حيث بني هذا المسجد على موقع كنيسة قديمة و يعود بناؤها إلى ١٢٠ للهجرة وفق ما هو منحوت على جدار المسجد.
وبعض الكتب كالمعجم العربي السوري تحدث عن مدينة اعزاز والمسجد العمري، كما ورد ذكر المسجد في معجم الياقوت الحموي، بالإضافة إلى ما نقلته وكالة مداد برس عن هذا الصرح العظيم:
بني المسجد العمري على الطراز العثماني التاريخي القديم يحوي بوابتين إحداهما أوسع من الأخرى، أما البوابة الكبرى فتتوسط السوق المسقوف أو ما يسمى بسوق المدينة، وعلى طرف الواجة الكبيرة للمسجد ترتفع مإذنة كبيرة تتوسط الساحة وتعانق السماء.
يتواجد المسجد في مدينة تاريخية سكنتها العديد من الطوائف المسيحية واليهودية على خلاف المسلمين، وفي ظل الفتوحات الإسلامية بني هذا الجامع في العهد العمري وتم بناؤه بهذا الشكل في تاريخ ١٢٠ للهجرة، ويضم هذا المسجد حلقات علمية دينية كثيرة كل يوم ونشاطات متعددة.
أول ما يستقبل الداخل إلى يمين الجامع من البوابة الكبيرة متوضأ المصلي، وهو عبارة عن مقاعد حجرية وصنابير مياه، وعلى يمين الصحن تقف أعمدة ستة بيضاء ضخمة وفي الداخل عشرون عمودا تحمل سقف المسجد وقببه.
المصلى مكون من سبعة أبواب، يعتبر الأوسط منها هو المدخل الرئيسي، ويتكون سقف بيت الصلاة من ثلاثة وثلاثين قبة صغيرة في الوسط وقبتين كبيرتين على يمين ويسار السقف.
وقد رعي في بناء بيت الصلاة أن يتلائم جوه مع المناخ الشتوي البارد لمدينة عزاز، لذلك يبدو أقرب إلى الانغلاق حيث لا توجد إلا سبعة نوافذ صغيرة في الجدار، أما المحراب فيتوسط جدار القبلة بمواجهة قبة المحراب، ويكتمل التشكيل بوجود المنبر إلى جواره وهو يضفي على المسجد بعمومه جمالا وهيبة وبهاء.
وجدد هذا المسجد في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد أن كانت المدينة محتلة من قبل الرومان سنة ٣٣٦ ميلادي، وانتقلت إلى قبضة الصليبيين قبل أن يتمكن الناصر صلاح الدين من فتحها في حصار دام ثلاثة أشهر كما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي.
الأسواق لا تزال منذ القدم تحيط بالمسجد ولا تزال تحكي قصته الطويلة، فعلى يمينه يقوم سوق المدينة وعلى يساره سوق الأكراد، وكلها تعد من أقدم الأسواق التجارية في سوريا.
في وقتنا الحاضر شهدت المدينة قصفا ومعارك عنيفة نتج عنها تدمير الكثير من المعالم التاريخية، إلا أن أبناء المدينة والريف الشمالي حافظوا قدر المستطاع على هذا المسجد من الهجمات والقصف، ليستمر المسجد ينادي للصلاة منذ ١٣٠٠ عام مضت حتى يومنا هذا
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع