محمد مهاتير .. صانع النهضة

محمد مهاتير .. صانع النهضة في ماليزيا

هو طبيب ورئيس وزراء ماليزيا ل ٢٢ عاما ولد في مدينة الور ستار في ماليزيا وتخرج من كلية الطب ودرس الشؤون الشؤون الدولية ثم قرر دخول الحياة السياسية بعد أن أصدر كتابا بعنوان معضلة الملايو، وشهدت بلده إبان حكمه نهضة صناعية كبرى اخرجت البلاد من مستنقع الفقر والفساد.

وفي هذا التقرير بالرجوع إلى كاتب سيرة حياته الدكتور باري وين بالإضافة إلى ما قاله عن المسيرة السياسية في برنامج المقابلة على احدى القنوات العربية:

النشأة والتكوين:
ولد في عام ١٩٢٥ في مدينة الور ستار في ماليزيا وهو الابن الاصغر لتسعة أشقاء، والده محمد اسكندر من أصول هندية، ووالدته مالاوية ، عمل والده مدرسا في مدرسة ابتدائية براتب زهيد لم يكن يكفي ليحقق حلم مهاتير في الحصول على دراجة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية

في الحرب العالمية الثانية، وفي ظل الاحتلال الياباني لماليزيا، عمل بائعا للموز والوجبات السريعة في الازقة الشوارع لتوفير لقمة العيش لاسرته.

درس في كلية السلطان عبد الحميد، ثم درس الطب في كلية الملاي في سنغافورة، ثم عمد على دخول السياسية ودرس الشؤون الدولية في جامعة هارفارد الأمريكية عام ١٩٦٧.

بعد أن تخرج من كلية الطب اقام عيادته الخاصة وعمل فيها على علاج جميع الفقراء مجانا، ثم انتقل للعمل مع الجيش في سلاح الخدمات الطبية ورفع إلى درجة ضابط طبيب.

انضم لتنظيم اتحاد الملايو وذلك لانه كان مهتما بالأمور السياسية كثيرا، حتى اصبح  عضو المجلس الأعلى لتنظيم اتحاد الملايو الوطني

كان أبناء ماليزيا في ذلك الوقت يمتهنون الزراعة والصيد ويعيشون في الغابات، وصيد الأسماك، وكانت الغالبية العظمى في الشعب تعاني من الفقر الشديد، حيث كان متوسط دخل الفرد سنويا اقل من ١٠٠٠ دولار

وكانت تعاني البلاد من صراعات دينية كثيرة اذ تحوي على ١٨ ديانة مختلفة بالإضافة إلى العديد من الأعراق ففيها الملايا وهم السكان الأصليين والصينيين والهنود واقليات اخرى

—المسيرة السياسية:
في عام ١٩٧٠ قام بتاليف كتاب بعنوان معضلة الملايو ومن هنا ابتدأ دخول عالم السياسة، حيث تضمن كتابه انتقادات عديدة لشعبه ووصفهم  بالتكالية والكسل، يدعو بذلك إلى قيام ثورة صناعية عظيمة تسمح بخروج البلاد من حلقة الزراعة

وكان حينها أحد أعضاء منظمة الملايو القومية المتحدة، إلا أن حزبه قرر منع الكتاب من الانتشار والتداول وذلك بسبب احتوائه على اراء شديدة وانتقادات جارحة.

لكنه لم يترك الحزب بالرغم من ذلك وأصر على اقناعهم بآرائه وسرعان ما برز في الحياة السياسية، حتى استلم رئاسة الوزراء في عام ١٩٨١ واستمر في هذا المنصب مدة 22 عام.

ومنذ ذلك الحين بدأ الرئيس في نهضته الذي قال عنها في مكتبة الإسكندرية انه اتخذها من الحاكم المصري محمد علي باشا.

بدأ  في تحويل بلاده من دولة ترتكز على مهنة الزراعة إلى دولة تعتمد على تصنيع المواد الأولية مثل: القصدير والمطاط وتصديرها إلى دول اخرى متقدمة، وكانت النتيجة التي حصل عليها أنه خفّض  الفقر في بلاده من ٥٢٪ الي ٥٪ فقط في عام ٢٠٠٢، وعلا متوسط دخل الأفراد من  ١٢٠٠ دولارا خلال السنة الواحدة إلى ٩٠٠٠ دولار في سنة ٢٠٠٢، وانحسرت نسبة البطالة إلى ٣٪، وصنفت على أنها البيئة الأفضل للاستثمار في منطقة جنوب آسيا، بحسب دراسات البنك الدولي.


خصص للتعليم والبحث العلمي الجزء الأكبر من ميزانية البلاد حيث ركز على محو الأمية وتأهيل الحرفيين وورشات التدرب، ومراكز البحث العلمي والمررافق التعليمية في البلاد، كما ركز على تعلم اللغة الإنجليزية، وأرسل عدد كلير من الأفراد في بعثات خارجية للدراسة في أكبر الجامعات.


وضع أمام شعبه خطة نهوضه بالدولة التي تسير على مبدأ الثواب والعقاب  للوصول إلى ما أسماه النهضة الشاملة فصدقه الناس واتبعوه، وكانت البداية من قطاع الزراعة،  حيث قامو بزراعة مليون شتلة من نخيل الزيت  وخلال سنتين أصبحت البلاد من أولى الدول في إنتاج وتصدير زيت النخيل.


ثم اتجه إلى قطاع السياحة، وحول جل المعسكرات اليابانية التي كانت متمركزة في البلاد إبان الحرب العالمية الثانية إلى أماكن سياحية تتوفر فيها الخدمات والمراكز الصحية والعلاج الطبيعي و تشمل كل أنواع الأنشطة الترفيهية بما فيها المدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية.

‎و أصبحت البلاد « مركزاً عالمياً » للسباقات الدولية في السيارات ، والخيول، والعديد من الألعاب المائية، وبالتالي يرتفع الدخل القومي في السياحة من ٩٠٠ مليون دولار خلال السنة الواحدة إلى ٣٣ مليار دولارفي السنة خلال ٢٠ عاماً فقط، بالإضافة إلى جامعة إسلامية كبيرة اصبحت من ضمن ٥٠٠ جامعة في العالم.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات