تعرف الجراثيم الخارقة علميًا على أنها سُلالات من البكتيريا تعمل على مقاومة أغلب المُضادات الحيوية المنتشرة والمصنعة بكثرة، وتسمى كذلك بالبكتيريا المقاومة، وهي تسبب بدورها العديد من الأمراض منها:
• التهابات رئوية خطيرة.
• عدوى المسالك البولية.
• عدوى الجلد.
ويعرف طبيا أن البكتيريا المتواجدة في جسم الإنسان هي كائنات دقيقة وحيدة الخلية، تعمل على صناعة المواد الرئيسية في عملياتها الحيوية مثل: الأحماض الأمنية وحمض الفوليك التي تعتبر هامة في لبناء وتعزيز جدارها الخلوي، مما يدعم بقاءها في أجسامنا، و تعمل المضادات الحيوية ( وهي أدوية مصنعة تستخدم ضد العدوى البكتيرية فقط) بالتفوق على هذا المضاد عن طريق غشاء الجدار الخلوي الخاص بها، وهو جدار غير صلب وذلك إيقاف نشاطها وانتشارها، وهذا على عكس ما يتواجد في البكتيريا الخارقة التي تعرف بسماكة غشاءها ، وبالتالي مقاومة المضاد الحيوي.
وتعتبر البكتيريا المقاومة مشكلةً عالميةً كبيرة تتسبب في زيادة حالات الوفيات في العالم بشكل ملحوظ، ويحاول العلماء جاهدين إيجاد حلول أخرى لمقاومة هذه الجراثيم عن طريق مضادات أخرى غير المضادات الحيوية المعروفة، ونشرت مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث بحث جديد يمنح طرق جديدة تعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة.
ووجد فريق البحث في كلية الطب برئاسة البروفيسور بيتر كولينيون لجامعة أستراليا الوطنية، أنه على الأطباء الابتعاد عن التركيز على استخدام المضادات الحيوية فقط، أثناء علاج انتشار الجراثيم الخارقة واستخدام مقاربات أخرى على نطاق أوسع.
ودرس كولينيون مع فريقه عوامل الاختلافات الظاهرة في نسب مقاومة المضادات الحيوية حول العالم، فوجدوا أن ليس لها علاقة بالاستخدام المكثف للمضادات الحيوية فقط، إذ تؤدي عوامل أخرى مثل فساد النظام والبنية التحتية دورًا أكبر من المتوقع.
وقال البروفيسور «على طول السنين ومنذ اكتشاف المضادات الحيوية كان التركيز في الدول المتقدمة على أن استهلاك المضادات الحيوية بشكل كبير هو السبب الرئيس لتطور عملية المقاومة ضدها، لكننا بينا للعالم أن هذا الاستهلاك المفرط عالج مستويات بسيطة فقط.»
وتعتبر هذه الدراسة هي أول الدراسات التي تبحث مشكلة مقاومة المضادات الحيوية على نطاق واسع، حيث أن النتائج التي تم التوصل إليها لم تتواجد سابقا ولم تبحث، إذ قام الفريق بتحليل عوامل اجتماعيةً واقتصاديةً متعددة إلى جانب استخدام المضادات الحيوية ونسب مقاومتها.
ويرى البروفيسور أن استخدام الإجراءات الفورية لرفع خدمات الصرف الصحي والتمكن من العدوى والوقاية منها، وتوفير مياه نظيفة صالحة للشرب، وتعديل الحكومة ومراقبة الإنفاق العام على الصحة العامة، جلها أمور هامة لعلاج مشكلة مقاومة المضادات الحيوية على نطاق عالمي واسع.
وقال:" نحن بحاجة للمضادات الحيوية، لكننا بحاجة للسيطرة بشكل أكبر على المضادات الحيوية التي نستخدمها."
وأضاف: " وإذا عالجنا المسببات الاجتماعية ووضعنا ميزانيات لرفع مستوى البنى التحتية والصرف الصحي في الدول النامية، فستكون هناك نتائج أفضل في تناقص المقاومة الجرثومية".
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع