هو قصر شيد على هضبة (سميكا) في قلب غرناطة عن طريق الحاكم المسلم محمد بن يوسف بني الأحمر واستغرق بناؤه ١٥٠ سنة، يحد القصر من وجهته الشمالية جزء كبير من مدينة غرناطة، ومن الجهة الجنوبية له يظهر جبل الثلج. وهذا المكان المميز زاد القصر جمالاً.
— التسمية:
هناك خلاف في سبب تسمية القصر بهذا الإسم حيث أن هناك عدد من المؤرخين أرجعوا سبب التسمية إلى اشتقاقه من قبيلة بني الأحمر، وهم بنو نصر الذين حكموا مدينة غرناطة بين عامي 1232 – 1492م، وكان يطلق عليهم هذا اللقب بسبب احمرار بشرتهم على حد قول المؤرخين.
أما الرواية الأخرى فيشير بعض المؤرخين إلى أن هذه التسمية ترجع إلى التربة الحمراء للهضبة التي تم بناء هذا القصر عليها، بالاضافة إلى بعض التفسيرات التي تشير إلى أن عدد من القلاع المحيطة لهذا القصر كانت تعرف باسم المدينة الحمراء، وبالرغم من اختلاف آراء المؤرخين في سبب التسمية إلا أنهم أجمعوا على أنها معقل غرناطة ودرتها!
باديس الصنهاجي حاكم الأمازيغ هو من عمل على وضع أولى حجارة الأساس في قصر الحمراء، ليكمل بعده ابن الأحمر محمد بن يوسف الذي ترك بصمة خالدة في هذا العمران على مر السنين، وذلك لأنه قضى معظم مراحل حياته في بناء وتشييد هذا القصر.
—مكونات قصر الحمراء:
يتجزء هذا القصر من ثلاثة أجزاء كبرى وعدهي:
• جزء عسكري.
• جزء ملكي.
• جزء للخدم.
أما من حيث العمران فإنه شيد بمجموعة من المباني وهي بهو الأسود و ومربع الأختين التوأم و جنة العريف و حديقة الريحان و مربع الملوك.
وأبواب القصر كثيرة ومنتشرة في كل نواحي القصر و يسمى الباب الرئيسي فيها باب الشريعة بالإضافة إلى العديد من الأبواب الاخرى مثل باب الغدور، وباب الشراب، باب الطباق السبع، باب السّلاح.
وفي فناء القصر العديد من الحدائق الأخاذة تنبعث منها رشات من المياه المنبثق من النوافير المنتشرة في كلل مكان، بالإضافة إلى أن هذه الحدائق تحوي على أشجار مثمرة وبعض المزروعات.
—فناء الريحان ( ساحة البركة):
يوجد هذا الفناء في مقدمة القصر، وتتوسطه بركة من المياه وتظللها أشجار الريحان؛ وفي زواياها خطت جملة (النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين…) والآية الكريمة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، وشمال الفناء يوجد بهو باسم البركة ومنه إلى اليسار بهو السفراء (أو بهو قمارش) ومنه إلى اليمين ساحة من السرو تحدها حمامات ملكية وفسحة تحوي زخارف والوان متعددة، وشيدت الحمامات بارضيات من رخام والوان متعددة وانوار عديدة وأثريات مختلفة ورسوم متعددة الأشكال
— بهو الأسود:
بهو الأسود وهي ساحة مكونة من ١٢ تم انجازها في عهد محمد الخامس وصممت هذه الأسود على أساس أن يخرج الماء من أفواهها على راس كل، إلا أن محاولة الإسبان في اكتشاف هذه المعجزة عن طريق حفر الجوانب أدى إلى توقف الساعة عن العمل بشكلها المعروف، وصار الماء يخرج من أفواه الأسود جميعها في وقت واحد.
إلى الجنوب من ساحة الأسود تطل قاعة بني سراج الغرناطيين. والتي غطى أرضها بالرخام وعلاها قبة مزخرفة وطوقتها نوافذ يشع منها النور، وفي وسط القاعة نافورة دائرية من الرخام.
وإلى الشرق من الساحة تطل قاعة الملوك والتي يزينها صور عشرة من ملوك غرناطة الذين تعاقبوا عليها، تعبر ملامحهم يتقدمهم محمد الغني بالله وآخرهم السلطان أبو الحسن.
وفي الجهة الغربية من القصر هناك منطقة مهجورة كانت مصلّى يحوي مكان للوضوء وقاعدة مأذنة، وكانت خرائب الروضة مقبرة لملوك غرناطة من قبيلة بني نصر في باحة السباع، وتم العثور فيها على شواهد عديدة لقبور ملوك غرناطة.
المصدر: مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات في كتاب قصر الحمراء ذاكرة الأندلس
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع