الغناء هو ترديد للصوت بألحان وترانيم مختلفة تحرك المشاعر، وتكون الكلمات المستخدمة إما شعرا أو نثرا أو غير ذلك من القصائد المغناة، التي من الممكن أن يؤديها الشخص كنشيد بدون آلات موسيقية، أو كلمات يؤديها مطرب مع آلات موسيقية أو ما كان يعرف عند العرب في الحذاء وهو ما يقوله الحاذي حتى تنشط الإبل، أو كلام يردده الأشخاص بهدف تسلية أنفسهم،
ووضع الإسلام العديد من الضوابط والأحكام الشرعية التي تحدد سماع المسلم للأغاني، ويقول الدكتور بلال ابداح أن كل ما سبق في تعريف الغناء مباح إذا انطبقت عليه الشروط الآتية:
• اذا كانت كلمات الغناء مباحة بمعنى أنها لا تحالف آداب الإسلام ولا تدعو إلى الفحشاء والمنكر فلا مشكلة في ترديدها.
• أن لا يكون من امرأة أمام رجال غير المحارم، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم مخاطبا النساء ((فلا تخضعن بالقول)) بمعنى أن لا تخرج المرأة عن الآداب الإسلامية العامة سواء كان بنبرة صوتها أو بكلامها ويكمل الله تعالى الآية بقوله: ((فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)) بمعنى قولا منكشفا صوابا لا يخالف الدين والآداب العامة.
• أن لا يقترن الغناء بموسيقى باستثناء آلة الدف المعروفة والتي ورد في الحديث اباحتها.
• أن لا يشغل المرء عن واجب ديني أو فرض من فروض الله.
"وبالتالي فإن الدين الإسلامي أباح الغناء ضمن هذه الشروط، وهذا ينطبق على الأناشيد الإسلامية الدينية حيث كانت تصنف تحت باب السمع والراجح من أراء العلماء أنها جائزة طالما أنها تحث على الخير والفضيلة."
ويشير إلى "أن الاغاني الشائعة في حياتنا اليوم والتي يغلب عليها الرقص والإيحاءات الجسمانية واللفظية، والتي يتخللها موسيقى مختلفة ومتنوعة، وميوعة تدعو للفحشاء والمنكر، فهي محرمة تحريما أكيدا في الدين الإسلامي."
ويحذر ابداح بقوله "إن حفلات الغناء في يومنا هذا أصبحت مصحوبة باختلاط النساء والرجال بوضع غير محتشم ومع شرب الخمر وغيرها من الأفعال التي تغضب وجه الله تعالى، ولا يجب على أي مسلم أن يبيح هذه الأشياء سواء برؤيتها والنظر إليها من خلال التلفاز أو الأجهزة المحمولة، أو الذهاب من أجل حضورها ورؤيتها كما في المهرجانات الغنائية والحفلات الموسيقية وغيرها، ويقول الله تعالى تأكيدا على ذلك : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم)).
ويضيف " إن الشريعة في الدين الإسلامي وضعت بهدف تنظيم حياة المسلمين، وتربية الإنسان المسلم على واقع يضمن له السّعادة في الحياة الدنيا والدّار الآخرة، ويأتي هذا المفهوم من أنّ الإسلام دين عالميّ، ختم به الله -تعالى- كل الرّسالات والكتب السماوية؛ فأصبحت الشريعة الإسلامية بذلك شريعة جامعة للشرائع التي سبقتها، ولذلك فإنّه يتوجب على المسلمين الإنقياد لأمر الله في دينه؛ فينتهون بنهيه، ويحلون ما أحل الله ويحرمون ما حرمه."
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع