يعتبر الصبغ في الدين الإسلامي سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من مرة، بالرغم من أن شعره لم يكن فيه الكثير من الشيب بحسب ما ورد عنه، حيث وصفت بأنها معدودة على الأصابع، ولكنه رغما عن ذلك كان يقوم بصبغه، ثم إنه حث عليه مرات عديدة.
وبناءا على ذلك يعرض الدكتور بلال ابداح والحاصل على الدكتوراه في العقيدة الإسلامية رأي الدين الإسلامي في صبغ الشعر للرجل سواء كان باللون الأسود أو غيره:
• الصبخ في الكتاب والسنة:
يقول الدكتور بلال ابداح "إن صبغ الشعر باللون الأسود أو غيره كان سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ووجد ذلك في أكثر من واقعة حيث روي عنه عليه السلام أنه استهجن من مظهر أبو قحافة —وهو والد سيدنا أبو بكر الصديق— عندما أوتي به في فتح مكة وكأن رأسه كالثغامة، وهي شجر ينبت بشكل أبيض وإذا يبس واشتد يبسه صار ورقه وثمره أشد بياضاً، فوصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف."
"وقال صلى الله عليه وسلم أيضا غيروا هذا واجتنبوا السواد، واختلف العلماء على مقطع واجتنبوا السواد على أنها من الحديث أو لا، لذلك تعددت الآراء حول هذه المسألة، فمنهم من قال إن الصبغ باللون الأسود مكروه، وحرمه المذهب الشافعي، فيما أجازه كثير من العلماء."
• موضع الإتفاق والخلاف في صبغ الشعر:
ويشير ابداح إلى أن الخلاف نشب لعدة من الأسباب منها أن جملة واجتنبوا السواد مدرجة من قبل المحدثين وليس من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويضيف " اتفق العلماء أن الحكم يصبح حراما إذا كان الهدف من الصبغ بالسواد التلديس أو التضليل، كأن يدلس الرجل على إنسانة يريد الزواج بها، فيظهر وكأنه شابا قويا وهو على خلاف ذلك."
ويذكر ابداح أن بعض العلماء أجازوه للمجاهدين من باب قوله تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم))، فأبيح لهم حتى يظهر المجاهدون في مظهر الشباب الأقوياء مما يضعف عدوهم.
وقال " إن العلماء أجازوا ذلك للرجال الذين شاب شعرهم في عمر الشباب، لسبب ما سواء كان مرضا أو خوفا أو غيره، مما أثر على نفسيته وشكله وعلى علاقته مع من يحب، فأجاز له العلماء ذلك."
وقال الدكتور ابداح إلى أن كل شخص يريد أن يتبع سنة النبي عليه السلام في هذه المسألة بدون أي خلاف بين العلماء فيتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم حبن قال: (( إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم)) وتعرف الحناء على أنها نبات صبغي يعطي لونا قريب من الحمرة أما الكتم فهو نبات صبغي كذلك لكنه يعطي لونا قريب للسواد، وبعض العلماء أشاروا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد في ذلك دمج اللونين معا ليعطي لونا مائلا للبني أو أحمر غامق.
• الملخص:
وفي المحصلة يقول ابداح " طالما أن المسألة تحوي تعدد آراء فيجوز للمسلم أن يختار ما شاء منها، وذلك رفعا للحرج على المسلم من شكل أو مظهر كرهه، وإظهاره بمظهر جميل، على أن لا يكون خداعا أو تدليس أو أن يحتوي شعره على عدة خصل تثير الاستهجان والاستغراب وتهز من صورة الرجل المسلم."
• رأي المذاهب الأربعة في صبغ الشعر للرجال:
• مذهب المالكية:
يكره على الرجل ان يقوم بصبغ شيبه بالسواد، وذلك اذا لم يكن بهدف شرعي لخداع عدو مثلا فإنه لا حرج فيه، اذ يزيد من منعة وقوة جيش الإسلام، أما إذا كان لهدف منافي لتعاليم الدين الاسلامي؛ كأن يغش امرأة قبل زواجها فان ذلك محرم.
أما صبغ الرجل شعره بمواد تحول لونه إلى أصفر او أحمر أو بني محمر كالحناء، فإنه يجوز ذلك.
• مذهب الحنفية:
من المستحب على الرجل أن يصبغ لحيته وذقنه وشعر رأسه، ويكره عليه أن يصبغ يديه وقدميه لكي لا يتشبه بالنساء، بالإضافة إلى أنه يكره عليه صبغ شعره باللون الأسود لغير غرض شرعي، فإن، واذا كان بهدف شرعي فإنه محمود دون أن يتشبه بالنساء.
• المذهب الحنبلي:
من السنة ان يصبغ الرجل شعره بالحناء ونحوها، أما صبغه باللون الأسود فإنه مكروه ما لم يكن لغرض شرعي، وإذا كان بهدف خداع امرأة يريد الزواج منها فإنه محرم.
• مذهب الشافعية:
يكره أن يصبغ الرجل لحيته وشعره باللون الأسود، ويباح صبغه بالاصفر أو الأحمر إذا كان بهدف شرعي، مثل الظهور بمظهر القوة والشجاعة أمام العدو.
0 تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع